حصاد سنة 2021 بقالمة.. انطلقت بهزة أرضية واختتمت باحتفال رسمي بذكرى وفاة بومدين

نبيل.ب

سنة على وقع مواعيد انتخابية هامة، حرائق مهولة وأزمات الزيت والبطاطا والأكسجين والآمال معلقة على عام جديد

مرت سنة كاملة بقالمة، والتي شهدت الكثير من الأحداث بعضها لم يترك أي أثر على المواطن وبعضها الآخر أبى أن ينساه المواطن القالمي سواء أكان حدثا إيجابيا أوسلبيا، في انتظار ما ستسفر عنه السنة الداخلة 2022 من أحداث يتمنى المواطن بقالمة أفضل من سابقيها.

أهم الأحداث التي كانت قد شهدتها قالمة خلال سنة 2021 انطلقت من قرعة 2000 وحدة سكنية شهر مارس والتي عاشت خلالها العائلات القالمية فرحة لا توصف، كيف لا وهم ينتظرون تلك اللحظة منذ سنوات طويلة بل منذ عقود.

 حيث تمت العملية على مراحل، لاسيما وأنها تزامنت وتواصل انتشار جائحة كورونا،حيث ومنذ ذلك التاريخ لم يتم توزيع تلك السكنات بسبب تأخر أشغال التهيئة الخارجية.

 أين تم مؤخرا انطلاق عمليات تسليم المفاتيح لـ12 عمارة تم الانتهاء من الأشغال بها، فيما ينتظر بقية المستفيدين موعد استلام مفاتيحهم والتي من دون شك ستكون خلال السنة الجديدة2021.

هزة أرضية تتسبب في انهيار جزء من حمام الشلال

بداية شهر أفريل كانت بقالمة على وقع هزة أرضة قاربت الـ4 درجات على سلم ريشتر والتي أحدثت هلعا كبيرا حينها لدى المواطن وسببت لعدد من العائلات بقالمة المدينة ومناطق مجاورة، انهيارات جزئية في المنازل. كما أثرت بشكل كبير ولأول مرة على المعلم الطبيعي بحمام دباغ”الشلال الطبيعي” الذي شهد انهيارات جزئية مع توقف المياه الساخنة المتدفقة من أعماق الأرض للحظات ثم عودتها مجددا للسيلان، ما أثار الكثير من الدهشة والخوف من فقدان ذلك الكنز الطبيعي لدى المواطنين وحتى المختصين.

5 ممثلين جدد في البرلمان

شهدت 2021 بقالمة وبالضبط الـ12 جوان حدثا انتخابيا هاما تمثل في انتخابات أعضاء المجلس الشعبي الوطني بعدما تم حل البرلمان ،حيث خاض الانتخابات أكثر من 400 مترشحا يمثلون القوائم الحزبية والحرة، نجح منهم 5 نواب لتمثيل قالمة في انتخابات اُعتبرت الأولى من نوعها منذ عقود طويلة من حيث التنظيم وإشراف سلطة انتخابات عليها وبعد حراك طالب بإزالة العصابة وأذنابها من المؤسسات الممثلة للشعب كما أنها الانتخابات الأولى التي يتم إجراؤها بالقائمة الفتوحة،حيث بلغت نسبة المشاركة بقالمة 31.26 في المائة.

الموجة الثالثة من كورونا التي بلغت فيها الإصابات أرقاما قياسية

صائفة 2021 لم تكن سهلة على المواطن بقالمة، حيث عرفت الولاية كغيرها من ولايات الوطن الموجة الثالثة من كورونا التي بلغت فيها الإصابات أرقاما قياسية لتلجأ المصالح الصحية حينها إلى الخطة الثالثة فيما يتعلق بفتح مصالح جديدة لاستيعاب مرضى كوفيد-19 بعد تشبع المستشفى المرجعي والمؤسسات العمومية الاستشفائية بعاصمة الولاية ووادي الزناتي وبوشقوف،أزمة صحية خانقة رافقتها إجراءات الإغلاق مجددا وفرض حجر صحي استمر إلى فصل خريف 2021.

كما رافق ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 أزمة أكسجين امتدت إلى مختلف مصالح المستشفيات وتسببت في وفاة عديد المرضى بسبب نفاذ هذه المادة بسبب متحور دلتا الذي ظهر بأعراض تتطلب الاستعمال المكثف للأكسجين،ما خلق تذبذبا كبيرا استدعى تدخل الولاة للإشراف شخصيا على عمليات التموين بتلك المادة الحيوية.

لم تنقض أزمة كورونا والموجة الثالثة وتبعاتها من تشبع المستشفيات ونفاذ الأكسجين،حتى استيقظ المواطن بقالمة منتصف شهر أوت الماضي على وقع حرائق مهولة أتت على الأخضر واليابس بمناطق مختلفة من الولاية التي تضررت جهتها الشرقية بشكل غير مسبوق وأتلفت الحرائق ممتلكات الفلاحين وكادت تأتي على السكان القريبين من المناطق الجبلية وارتفعت درجات الحرارة لفترة طويلة في حدث نادر لتتجاوز عتبة الـ47 درجة تحت الظل،حيث فقدت محمية بني صالح لوحدها أكثر من 500 هكتار من الثروة الغابية، لتصل بعهد أيام من نشوب حرائق مهولة وعدم قدرة مختلف المصالح على السيطرة علة تلك الحرائق المهولة،لتصل طائرتي كنادير واللتين تمكنتا من السيطرة على الحرائق وأوفتا زحف الحرائق إلى مناطق أخرى،فكانت الحصيلة ثقيلة والفاجعة أكبر نظرا للأهمية البالغة التي تكتسيها غابات بني صالح بيئيا.

أزمة حادة في زيت المائدة والبطاطا

فبعد صائفة شديدة الحرارة،بسبب الحرائق المهولة،لم يكن بعدها الخريف مختلفا كثيرا عن فصل الصيف،حيث عاش المواطن بقالمة أزمة حادة في زيت المائدة والبطاطا التي تجاوزت عتبة الـ160 دينار،فيما كانت الطوابير طويلة على تلك المادة وكذلك من أجل الحصول على لتر زيت الذي أصبح عملة نادرة جدا،لتضاف إلى أزمة الزيت إلى أزمة الغلاء الفاحش في لحم الدجاج الذي تجاوز سعره الـ500 دينار للكيلوغرام الواحد لأول مرة منذ عقود،فتعمقت أزمة المواطن التي لم يندمل جرحه حينها من أثار حرائق مهولة وصيف أشد حرا ليجد نفسه أمام حرارة قوته التي هي أشد من حرارة الشمس في لهيبها.

 مآسي صائفة 2021 لم تنته هنا،حيث شيعت قالمة اثنين من أبنائها العسكريين الذين قضوا في حرائق مهولة بتيزي وزو،حيث حاصرتهم النيران عندما كانوا يقومون بواجبهم التضامني ووقوفهم إلى جانب إخوانهم في محنة الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس.

لبيبة ويناز واليا جديدا لقالمة

نهاية شهر أوت من سنة 2021،شهد تنصيب واليا جديدا على قالمة ممثلا في لبيبة ويناز التي كانت تشغل المنصب ذاته بولاية تيبازة،وهي الولاية التي عادت إليها واليا بعدما شغلت منصب رئيس دائرة حمام دباغ قبل أن يتم تعيينها كوالي،حيث خلفت لبيبة ويناز كمال الدين كربوش الذي لم تمض سنة على تعيينه كوالي لقالمة ليتم تحويله لشغل المنصب ذاته ببجاية.

تحويل مصنع الخميرة ببوشقوف إلى مصنع للعجائن دون غلوتين ونشاء الذرى

في الـ11 أكتوبر حل كل من وزير الصناعة ووزيرة البيئة بقالمة في زيارة وصفت بالهامة من أجل إعادة الاعتبار للمصانع المغلقة والمتعثرة بقالمة،حيث تم الإعلان رسميا عن تحويل مصنع الخميرة ببوشقوف إلى مصنع للعجائن دون غلوتين وكذا نشاء الذرى،كما تم التشديد على ضرورة إعادة الاعتبار لمصنع الدراجات والدراجات النارية”سيكما” وتطويره بالتنسيق مع جامعة قالمة من أجل عودته إلى السوق واسترجاع مكانته الحقيقية كواحد من أهم وأكبر المصانع في المجال.

أول انتخابات محلية بنظام انتخابي جديد

شهدت قالمة في 27 نوفمبر من السنة الجارية انتخابات محلية هي الأولى من نوعها التي تُجرى تحت مضلة سلطة الانتخابات وبمترشحين غالبيتهم شباب من ذوي الشهادات الجامعية،حيث خاضت أكثر من 150 قائمة حزبية تلك الانتخابات على مستوى المجالس البلدية و 8 قوائم على مستوى المجلس الولائي،لتسفر تلك الانتخابات عن مجالس بلدية مختلفة تماما عن تلك التي كانت سائدة سواء من حيث التركيبة أو الكفاءة،أين تم تسجيل نسبة مشاركة بلغت 47.77 في الانتخابات البلدية و 47.09 في المجلس الولائي.

إنزال وزاري في ذكرى وفاة الزعيم بومدين

اُختتمت سنة 2021 بقالمة،بحدث مهم وهو إحياء ذكرى وفاة الزعيم الرئيس السابق محمد بوخروبة ابن قالمة، حيث تم تنظيم الملتقى الوطني الـ12 بالمناسبة بحضور كل من وزير المجاهدين ربيقة العيد،ووزير التربية الوطنية بلعابد عبد الحكيم ووزير السكن بلعريبي طارق ووزير العمل شرفة يوسف وكذا شخصيات وطنية ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج نزيه برمضان ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الشاملة مجاهد عبد العزيز،حيث اعتبر المشاركون أن هواري بومدين كان بحق رجلا عظيما وناصرا للحق وبفقدانه فقد فقدت الجزائر رمزا وطنيا خالصا.

 إذا هي سنة مرت بسلام بحلوها وبمرها على المواطن بقالمة، الذي يستقبل سنة جديدة يتمناها أن تكون بكثير من الخير والاختلاف إيجابيا عن السنوات الماضية لاسيما في ظل مجلس ولائي جديد ومجالس بلدية منتخبة مؤخرا، ينتظر منها المواطن بقالمة الكثير من أجل تغيير واقع أرهقت نقائصه كاهل المواطن الذي يترقب أن تكون سنة 2022 من غير أزمات سياسة ولا أزمات غذاء ولا أزمات تنمية أو سكن أو عمل ليعيش خلالها آمنا مستقرا مرفها وهادئا.

مقالات ذات صلة

إنجاز مشاريع الـ LPA.. هذا ما أمر به والي بجاية

sarih_auteur

بجاية.. تحويل تسيير توزيع المياه من البلديات إلى الجزائرية للمياه

sarih_auteur

قسنطينة.. إعادة إسكان قاطني الهش بعين سمارة في سكنات لائقة في ماسينيسا

sarih_auteur