يعاني سكان حي مرزوق عمار المعروف محليا بـ”القنطرة” والتابع إداريا لبلدية سيدي عمار، من العديد من النقائص وغياب التهيئة والخدمات رغم التوسع العمراني الهائل الذي يعيشه الحي خلال الآونة الأخيرة، حيث أصبح سكان الحي يعيشون وضعية جد مزرية جراء سياسة التهميش واللامبالاة، ما أدى إلا تفاقم الوضع وتأزم وضعيتهم من ناحية النظافة والتهيئة وغياب الأمن.
غياب التهيئة يؤرق سكان الحي
يشهد حي القنطرة العديد من النقائص على غرار غياب التهيئة واهتراء الطرقات وانعدام الإنارة العمومية، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي أرقت سكان الحي ونغصت عليهم حياتهم اليومية، رغم الشكوى العديدة التي رفعها السكان في العديد من المرات لا كن دون جدوى، حيث يعاني الحي من شبكة طرقات جد متهرئة تتحول خلال فصل الشتاء إلى برك وأوحال تمنع المركبات والمواطنين من النقل، إضافة إلى غياب الإنارة العمومية التي أصبحت تشكل خطر حقيقيا على حياتهم خاصة مع انتشار الكلاب الضالة والمنحرفين الذين يستغلون الأمر لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية على غرار السرقة، كما يتذمر السكان من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث اضطرت العائلات القاطنة بالحي إلى إفطار الأسبوع الأول من الشهر الفضيل على ضوء الشموع.
انفلات أمني يرعب سكان حي مرزوق عمار
يشهد حي مرزوق عمار “القنطرة” مؤخرا حالة من الانفلات الأمني وحالات الاعتداء والفوضى والسطو على المنازل، إضافة إلى انتشار مختلف الآفات الاجتماعية على غرار المخدرات والأقراص المهلوسة، ما أرجعه السكان إلى الغياب التام للأمن باستثناء دوريات جد نادرة لفرقة الدرك الوطني التابع لبلدية سيدي عمار، والتي تتطلب وقتا جد طويل للتدخل في حال نشوب شجارات أو تنفيذ عمليات سطو على المحلات والمنازل، خاصة أن فرقة الدرك الوطني بالبركة الزرقاء لا يمكنها التدخل كونها تابعة لبلدية البوني، ما جعل الجو مواتيا لنشاط الجماعات الإجرامية والمنحرفين سواء من داخل الحي أو خارجه للاعتداء على المواطنين، أين تم تسجيل خلال الفترة الأخيرة من بينها شهر رمضان الفضيل العديد من عمليات السطو على المنازل والمحلات التجارية، وكذا السرقة وقطع الطريق أمام المارة وفئة النساء على وجه الخصوص بالتهديد باستعمال السلاح الأبيض وسلب هواتهم وحقائب اليد الخاصة بهم، كما لا يكاد يخلو حي مرزوق عمار “القنطرة” من المشاجرة بين شباب الحي باستعمال العصي والأسلحة البيضاء، كانت آخرها المشاجرة التي راح ضحيتها أب لطفلين على يد جاره الشاب بسبب دواء العصافير، الذي وافته المنية في عين المكان لبعد مقر وحدة الحماية المدنية عن المنطقة، ما جعل سكان الحي يعيشون حالة من الخوف المستمر واللا أمن، حيث طالب المعنيون في العديد من المرات بتخصيص فرقة للدرك الوطني أو إلحاق المنطقة ضمن إقليم فرقة البركة الزرقاء للتدخل السريع والحد من هذه المظاهر الإجرامية التي يشهدها الحي.
السكن الاجتماعي على رأس قائمة مطالب السكان
كما يشهد حي القنطرة حالة من الخوف والغليان لدي أصحاب البيوت الهشة والفوضوية، المهدد سكناتهم بالهدم أو الانهيار في أي لحظة بسبب موقع بناء السكنات الاجتماعية والمجمع المدرسي بحي القنطرة، المشيد بالقرب منها العديد من السكنات الفوضوية غير المحصية والتي كان قد تم هدم من بينها حوالي 4 سكنات بسبب موقع البناء المرشح للتوسيع أكثر، ما زاد من قلق العائلات القاطنة بالقرب منه لا سيما أنهم غير محصيين من قبل اللجنة الخاصة بإحصاء السكنات الاجتماعية، حيث كما عبر المعنيين عن غضبهم الشديد وانزعاجهم من سياسة التماطل والوعود الزائفة التي يتلقونها في كل مرة يخرجون فيها للاحتجاج والمطالبة بحقهم المشروع في السكن الاجتماعي حسبهم، مؤكدين على أنهم يستوفون جميع شروط الاستفادة حسب القانون، وأنهم يعيشون ظروفا جد صعبة رفقة عائلاتهم في بيوت تفتقد لشروط الحياة الكريمة، حيث باتت منازلهم هشة ومعرضة للانهيار فوق رؤوسهم في أي لحظة خاصة أنهم يقطنون بها منذ عدة سنوات، تلقوا خلالها العديد من الوعود بترحيلهم نحو سكنات اجتماعية لائقة تحفظ كرامتهم وكرامة أبنائهم، واستفادتهم في أقرب الآجال على غرار باقي سكان البلدية إلا أنه لا جديد يذكر لحد الآن.
السلطات مطالبة بحل أزمة النقل
يعاني سكان حي القنطرة، من مشكلة النقل التي أرقتهم لعدة سنوات، حيث تشهد حافلات نقل المسافرين القديمة التي تعمل على خط مرزوق عمار-عنابة والتي تعاني من اهتراء كبير بات يهدد سلامة المواطنين فضلا على أنها غير مريحة، حيث عبر مستعملي هذه الحافلات عن انزعاجهم الشديد إزاء أزمة النقل بالحي خاصة أن هذه الحافلات غير مريحة، إضافة إلى عدم تخصيص محطة لسيارات الأجرة مخصصة للحي رغم العديد من الشكاوى التي تقدم بها السكان لدى الجهات المعنية، وذلك بسبب الإكتضاض الكبير للسكان وقضائهم عدة ساعة في طوابير طويلة لانتظار الحافلات خاصة للعودة لمنازلهم مساءا، كما أبدى المواطنون استياءهم وغضبهم الشديدين جراء الممارسات الاستفزازية لأصحاب هذه الحافلات ما زاد من معاناتهم اليومية، بسبب تماطلهم في العمل واستغراقهم ساعات لإيصال المسافرين لمقصدهم بوسط المدينة مستغلين في ذلك غياب سيارات الأجرة التي قد يلجئ إليها المسافرون، فهم يفرضون عليهم قضاء وقتا طويلا في انتظار امتلاء الحافلة عن آخرها ما يؤخر المواطنين عن أشغالهم بشكل يومي، وقد اشتكى مواطنو حي مزروق عمار من هذه الحافلات المهترئة التي مرت عليها أكثر من عشر سنوات وكان يجب على سلطات أن تتحرك وتتخذ إجراءات لمنع هذه الحافلات القديمة التي أصبحت تهدد حياة ركابها ويعود وقت خروجها إلى أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، وقد طالب المعنيون السلطات المحلية والولائية بضرورة الوقوف على مشاكلهم وانشغالاتهم المتعلقة أساسا بتهور حالة النقل التي أرهقتهم وأصبحت معاناة يومية لهم وإيجاد حل عاجل لهم من خلال إجبار أصحاب الحافلات المهترئة والقديمة بصيانة حافلاتهم أو تغييرها، إضافة إلى تخصيص محطة لسيارات الأجرة للعمل على خط مرزوق عمار-عنابة في أقرب الآجال، من أجل القضاء على أصحاب سيارات الفرود الذين يرغمون الزبائن على دفع ضعف الأجرة في غالب الأحيان مستغلين حاجة المواطنين للنقل العمومية.
القمامة تحاصر الحي
انتشار النفايات المنزلية وتراكم الأوساخ والقاذورات، أصبح هاجسا يزعج السكان الذين وصفوا حالة الحي بالكارثية، جراء التراكم الهائل للنفايات والرمي العشوائي للأوساخ، حيث أرجع السكان ذلك لعدم توزيع مصالح بلدية سيدي عمار حاويات القمامة على الحي وتحديد أماكن الرمي، ما دفع المواطنين بالرمي عشوائيا للقمامة خاصة أن مرور شاحنة جمع النفايات غي محدد بوقت معين، ما يؤدى ببقاء أكياس القمامة في الحي إلى أن تقوم الكلاب الضالة والقطط والأبقار ببعثرتها وتمزيق الأكياس، متسببة في انتشار الروائح الكريهة والحشرات السامة وتحول الأرصفة إلى مكبات عشوائية بالقرب من نوافذ وأبواب السكنات، فضلا عن انتشار المواد المؤذية كالزجاج وبقايا الطعام التي تسبب في إصابة العديد من الأشخاص، حيث تم تسجيل حالة إصابات وجروح بسبب المشي على بقايا الزجاج المتناثر في الطرقات وكذا حوادث الانزلاق والسقوط، حيث يطالب السكان بوضع حاويات القمامة وتحديد موعد مرور شاحنات جمع النفايات لتفادي تناثر الأوساخ.
وردة قانة