شعيب بوسلامة
حققت الجزائر، تقدما كبيرا في مجال المرافق الرياضية، ما جعلها تغرد خارج السرب الأفريقي على مستوى الهياكل الرياضية، وتزود القطاع الرياضي بملاعب حديثة وأخرى أعيد لها الرونق.
وبات بوسع الجزائر احتضان أكبر التظاهرات القارية على اختلاف الرياضة، في ظل القفزة التي حققتها ولايات: الجزائر العاصمة، وهران، عنابة وقسنطينة والقائمة مرشحة للارتفاع مستقبلا.
قالها رئيس الجمهورية..
أجاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن سؤال طرح له في افتتاحية ملعب براقي الجديد “نيلسون مانديلا”، بخصوص الغاية من بناء ملاعب جديدة في البلاد، وترميم القديمة، وقال أن المغزى سيعود بالفائدة على الشباب الرياضي، وليس الاكتفاء باحتضان المنافسات القارية، في إشارة منه لنيته في النهوض بالرياضة الجزائرية، التي تراجعت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة.
البداية من الباهية والنهاية في الجنوب
كانت ولاية وهران السباقة في التميز عن سائر الولايات الجزائرية في امتلاكها للمرافق رياضية عالية الجودة في صورة ملعب ميلود هدفي، الذي كان شاهدا على كتابة تاريخ جديد للجزائر، بعد أن أبهر في احتضان النسخة الأخيرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، حينها عرّفت الجزائر الجميع بأنها قادرة على احتضان كبرى التظاهرات العالمية.
ولم يقتصر تألق الباهية على مستوى المرافق الرياضية، وبفضل توفر وتنوع النقل في الولاية رقم 31 زادها قدرة على احتضان تظاهرة أخرى، هذا وتمتلك وهران ملعبين كبيرين، الأول الرئيسي والذي بات قادرا على احتضان مباريات المنتخبات الوطنية، وكذا الملعب الأسطوري الشهيد أحمد زبانة ولو أن هذا الأخير معشوشب اصطناعيا.
وإذا كانت البداية من الغرب الجزائري في النهوض على مستوى المرافق الرياضية، فإن التطور سيمس الجنوب الجزائري انطلاقا من تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكذا وزير السكن محمد طارق بلعريبي اللذين أكّدا بأنه سيتم بناء ملاعب جديدة في ولايتي بشار وورقلة وبداية الأشغال ستكون خلال السنة الجارية.
ملعب تيزي وزو الجديد إضافة حقيقية
بدورها التحقت ولاية تيزي وزو بركب الولايات الجزائرية التي تم تشييد ملاعب جديدة بها، ويتعلق الأمر بالملعب الجديد،، الذي أوشكت الأشغال أن تنته به، وسيكون الملعب الجديد، الذي لم تتم تسميته بعد معنيا باحتضان إحدى مجموعات كأس أفريقيا 2025، في حال فازت الجزائر بشرف تنظيم العرس الأفريقي الأكبر، كونه يستوفي جميع المعايير التي يشترطها الاتحاد الدولي لكرة القدم، في الملاعب الجديدة، وكان مدرب المنتخب الوطني الأول جمال بلماضي قد زار الملعب وأعجب به كثيرا، في خطوة تشير إلى إمكانية برمجة بعض مباريات المنتخب الوطني على هذا المسرح الجديد.
تشبع في العاصمة
تعتبر العاصمة أكثر ولاية جزائرية تمتلك ملاعب كبيرة، فبعد التحفة الجديدة ملعب “نيلسون مانديلا” الذي أبهر جميع الوفود الأفريقية بمناسبة كأس أفريقيا للاعبين المحليين، اقتربت أشغال ملعب الدويرة من الانتهاء، ليضاف إلى قائمة الملاعب الجزائرية التي تستوفي المعايير الدولية، وإلى جانب ذلك انطلقت أشغال ترميم ملعب 5 جويلية، حيث سيتم تجديد أرضيته وتوسيعه وكذا تغطية مدرجاته، شأنه في ذلك ملعب الشهيد مصطفى تشاكر الذي يشهد عملية ترميمه من جديد، كيف لا وهو الذي يشهد على التاريخ الجديد للمنتخب الوطني، حيث يعتبر أكثر ملعب جزائري فاز فيه المنتخب الوطني في الحقبة الأخيرة.
ملعب آخر في قسنطينة
القفزة النوعية على مستوى المرافق الرياضية، شملت ولاية قسنطينة أيضا، التي أمتعت الوفود والأفريقية، بمناسبة “الشان”، وهي التي احتضنت المجموعة الثانية، وكانت شاهدة على تألق منتخب النيجر، فبالإضافة إلى حيازة المدينة رقم 35 ، على معالم سياحية وقطاع نقل متنوع، باتت مدينة الجسور المعلقة تمتلك ملعبا كبيرا يستجيب هو الآخر للمعايير الدولية ـ ملعب الشهيد حملاوي ــ، كما تمتلك أيضا ملعب بن مالك رمضان، والذي لا يقل جمالا عن الملعب الرئيسي ويحتضن مباريات قطبي الولاية مولودية قسنطينة وشباب قسنطينة، وبتشييد ملعب جديد آخر، ستصل قسنطينة إلى درجة التشبع على مستوى المرافق الرياضية.
عنابة الاستثناء
تتميز مدينة عنابة بامتلاكها لثلاثة ملاعب معشوشبة طبيعيا في الجزائر، وهي الولاية الوحيدة التي تتميز بهذا ـ ملعب 19 ماي، العقيد شابو ودريدي مختارـ، ولو أن هذا الأخير يتواجد في حالة كارثية، وبات يفتقر الملعب إلى جودة أرضيته التي كانت تصنف الأفضل أفريقيا، وسبق وأن صرح وزير السكن والعمران محمد طارق بلعريبي، أنه سيتم بناء ملعب جديد بعنابة، إلا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لم يذكر ذلك بمناسبة خطابه في افتتاحية ملعب براقي، ومع هذا فإن ولاية عنابة باتت أكثر استعدادا من أي وقت مضى لاحتضان مختلف التظاهرات الرياضية، دون احتساب قدرتها على احتضان منافسات في الرياضات الجماعية الأخرى، التي تلعب داخل القاعة، خاصة مع توفر قاعة شحلف شهر الدين، كما تزخر الولاية بمسبح أولمبي بوسعه احتضان منافسة في رياضة السباحة.
ملاعب في الجنوب وأخرى في الوسط
تتجه الدولة الجزائرية، لبناء ملاعب جديدة في مختلف ربوع الوطن استنادا لتصريحات وزير السكن والعمران سابقا، وفي حال تم تجسيد ذلك على أرض الواقع ببناء ملاعب في الجنوب الجزائري وكذا في المناطق الداخلية، فستحقق الجزائر الكمال على مستوى المرافق، وتصبح الرائدة على المستوى الأفريقي والأوفر حظا لاحتضان المنافسات القارية، في انتظار الرفع من مستوى الرياضة الجزائرية، وجعلها موازية للقفزة النوعية على مستوى المرافق.
المرافق السياحية.. حدّث ولا حرج
تصنف الجزائر في خانة أكثر الدول الأفريقية توفرا على المرافق السياحية في مختلف الولايات، ولا تعاني الجزائر من هذه الناحية، مع استمرار تشييد الفنادق في كامل أنحاء الوطن وهذا ما يصب في مصلحة الجزائر لاحتضان التظاهرات الأفريقية مستقبلا، إضافة إلى شساعة المساحة وتنوع المناخ، وتوفرها على أكبر صحراء في القارة، كل هذا يخدم مصلحتها مستقبلا.
طفرة تستحق إستراتيجية
في ظل القفزة النوعية التي تحققها الجزائر على مستوى المرافق الرياضية، وتشييد ملاعب جديدة تواكب الملاعب العالمية، بات ولا بد القضاء على المشاكل التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية، من إهمال للفئات الشبانية والفساد المالي الذي يقابله تماما الغياب عن منصات التتويج في المنافسات القارية، ويعود آخر لقب حققه فريق جزائري سنة 2014، حينما توّج وفاق سطيف بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم على حساب الأهلى المصري، من حينها تجمد رصيد الفرق الجزائرية في نيل الألقاب على الرغم من محاولات شباب بلوزداد وشبيبة القبائل الأخيرة، إلا أن ذلك ظل غير كاف تماما، خاصة في ظل التطور الحاصل على المستوى الملاعب، الأمر الذي يحتّم وضع إستراتيجية سليمة تضمن توازي النتائج مع الملاعب الحديثة.
“الكان” سيكون محطة تحوّل
في حال ظفرت الجزائر بشرف تنظيم كأس أفريقيا 2025، فيجب أن تكون نقطة التحول والانطلاقة منذ الإعلان عن شرف التنظيم، من حينها يجب التخطيط أولا لنيل الامتياز وتنظيم أفضل تظاهرة في التاريخ، وثانيا التعريف والرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية وتجهيز لاعبين محليين قبل تقديمهم على طبق من ذهب للأندية الأفريقية والعالمية كون الإعلام العالمي سيصوب أنظاره لهذا العرس الأفريقي.