عهد الثراء باستعمال المنصب انتهى

يكتبه : خميسي غانم

من العجائب والغرائب التي بلغتني في عنابة أن مدير في الوظيف العمومي الذي التحق به حافيا، ولا يملك إلا دراجة يركبها من نوع “س ام جي“، وينحدر من ناحية ظلمتها السياسات التنموية التي كانت متبعة، ومن عائلة متواضعة ومحدودة الدخل، ومع ذلك أصبح هذا الموظف البسيط يصنف كأحد الأثرياء بعنابة، مستفيدا من مسكنين في ترقيتين عقاريتين.

وفي أرقى الأحياء ولا يقل ثمنهما عن 3.5 ملايير سنتيم، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الموظف عن قدرته في توفير هذا المبلغ، مهما كانت قيمة راتبه الشهري وما خفي أعظم، خاصة أن العام والخاص أصبح على علم بملفات فساد حارقة كانت توجهها وتستفيد منها العصابة في الفترة، التي كان يتولى المعني أحد المناصب الحساسة في ذات المديرية التي يتولى أمورها اليوم، مما يتوجب على الجهات المختصة إعادة فتحها والتدقيق في معظم الصفقات، لمعرفة مدى مطابقتها للتنظيمات والقوانين المعمول بها، والحمد لله فإن هذا المثال لا يمكن بأي حال من الأحوال تعميمه، لأن في الإدارة الجزائرية الآلاف من النزهاء والمحافظين على الأمانة، حتى حين كان الفساد متفشيا في العديد من المواقع.

ومن هذا المنبر أوجه تحية لأحد الإطارات الذي أدار أحد المشاريع الكبرى والمتمثل في جر الماء الشروب من عين صالح إلى غاية تمنراست وعلى مسافة 750 كلم وبتكلفة تسيل اللعاب تعدت 190 مليار دينار جزائري، ومع ذلك ظل صاحبي هذا بسيطا في هندامه مفتوحا في علاقاته مع الناس، إلى غاية تقاعده كمفتش عام في وزارة الموارد المائية، ولا أملك إلا أن أوجه تحية من القلب لمثل هؤلاء الشرفاء، ولكل شريف في وطني، وأقول للبقية تأكدوا أن عهد جمع الثروة وتحقيق الثراء من المنصب انتهى وستنقرضون قريبا.

مقالات ذات صلة

رمضان لا يعني التهافت

sarih_auteur

العقل حكمة والسكن معضلة بعنابة

sarih_auteur

بلعيكوس، كمال جابر، وقاسم رؤوف كفاءات عنابية رائدة

sarih_auteur