مازلت حيا، ألف شكر للمصادفة السعيدة

 

أقتبس من الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش “مازلت حيا ألف شكر للمصادفة السعيدة”، مازلنا أحياء لأن الله رفع السماء و دحا الأرض ومدها وبسطها طولا وعرضا ومازلنا أحياء لأن الله وحده من يملك السماء والماء والأكسجين ليمنح عباده بالتساوي ودون تفرقة أو ظلم الحق في التنفس، فألف شكر لمانح كل هذه الخيرات والنعم، ألف شكر لمن يحكم قدرته لعباده ويجعل من كل بداية نهاية وهو وحده يأت الملك لمن يشاء وينزع الملك لمن يشاء ويحز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، ألف شكر لأن كل المناصب والكراسي والمزايا زائلة ولن تدوم ولو دامت لغيرك ما وصلتك وكلنا طال الزمن أو قصر سائرون إلى قطعة من القماش بيضاء اللون ولقمة للدود وظلمة القبور ثم إلى ساعة الحساب والميزان والصراط والعقاب وعند الله يلتقي الخصوم.

ألف شكر لهذه المصادفة السعيدة لأننا مازلنا من الأحياء ومازلنا نتنفس وما يشاءون إلا أن يشاء الله وكل قضائه حكمة ودرس، والذين يراهنون على سقوطنا قبل الأجل نقول أن كل شيء بأجل وبمقدار ولله ما أخذ وله ما أعطى وما علينا إلا الصبر والاحتساب وعلينا أن نستحضر دائما أثناء المحن والصعاب والمشاق الحديث القدسي “يا ابن آدم اعلم لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا ما كتبته لك، واعلم أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا ما كتبته لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”.

 

 

مقالات ذات صلة

رمضان لا يعني التهافت

sarih_auteur

العقل حكمة والسكن معضلة بعنابة

sarih_auteur

بلعيكوس، كمال جابر، وقاسم رؤوف كفاءات عنابية رائدة

sarih_auteur