إنطلاق الجلسات الوطنية للتفكير حول التنمية الحدودية

انطلقت بولاية الطارف الجلسات الوطنية للتفكير حول “فرص ورهانات التنمية في المناطق الحدودية”، بتنظيم من المجلس الأعلى للشباب، وبحضور ممثلين عن مختلف القطاعات، إضافة إلى عدد من الشباب المستثمرين والمهتمين بريادة الأعمال حسب ما أكدته عضو المجلس الأعلى للشباب عن ولاية الطارف خضراوي فريال.

وتأتي هذه المبادرة حسب ذات المتحدثة في إطار البحث عن حلول لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الحدودية الجزائرية، من خلال دراسة العوائق واستكشاف الفرص المتاحة.

وفي هذا الصدد، أكدت إيمان شايش، ممثلة المجلس الأعلى للشباب، أن هذه الجلسات تعد محطة حاسمة لدراسة كيفية تحويل المناطق الحدودية إلى قاطرات تنموية حقيقية.

وأشارت مقررة لجنة البيئة و التنمية المستدامة بالمجلس الأعلى للشباب إلى أن الشباب، باعتباره فاعلًا أساسيًا في الاقتصاد الوطني، بحاجة إلى دعم فعلي لخلق مشاريع استثمارية مستدامة.

كما أكدت المسؤولة خضراوي فريال أن المناطق الحدودية تملك إمكانيات كبيرة، ولكن يجب وضع آليات واضحة لاستغلالها بفعالية، عبر تقديم تسهيلات للمستثمرين الشباب، وتطوير البنية التحتية، وإزالة العراقيل الإدارية داعية في هذا السياق أن المجلس الأعلى للشباب يعمل على صياغة مقترحات عملية سيتم عرضها خلال الملتقى الوطني في تلمسان خلال فيفري المقبل.

التحديات التنموية في المناطق الحدودية

رغم ما تزخر به المناطق الحدودية الجزائرية من موارد طبيعية وموقع استراتيجي، إلا أنها تواجه عدة صعوبات تحول دون تحقيق تنمية متوازنة.

ومن أبرز هذه التحديات ضعف البنية التحتية مما يعرقل حركة النقل والتبادل التجاري، بالإضافة إلى الإدارية التي تحدّ من فرص الاستثمار، خاصة للشباب.

وفي هذا الإطار ركزت المناقشات خلال الجلسات الأولى على ضرورة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية الموجهة نحو المناطق الحدودية، من خلال تقديم حوافز جبائية وإدارية، وتطوير مشاريع البنية التحتية، وتعزيز الشراكة مع دول الجوار لتنظيم التجارة الحدودية.

وفي هذا الصدد، أشار إطار بمديرية الصناعة لولاية الطارف في تصريح صحفي خص به يومية الصريح أن الاستثمار في هذه المناطق لا يزال يواجه العديد من العراقيل، أبرزها غياب الدعم اللوجيستي، وتعقيد الإجراءات الإدارية.

لدينا فرص حقيقية للنهوض بهذه المناطق، لكن يجب أن تكون هناك قرارات جريئة تسهّل الاستثمار، وتشجع الشباب على خوض غمار المشاريع الإنتاجية، خاصة في القطاع الفلاحي يقول ذات المسؤول.

وفي هذا الصدد قال وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب حيداوى مصطفى في تصريح سابق أن الجلسات الوطنية ستتواصل في مختلف الولايات الحدودية، على أن تتوج بتنظيم ملتقى وطني في ولاية تلمسان خلال شهر فيفري المقبل، حيث سيتم عرض التوصيات التي خرج بها المشاركون، بهدف وضع خارطة طريق واضحة لتنمية هذه المناطق وتحويلها إلى مراكز اقتصادية قوية.

وفي هذا السياق، شددت العضوة شايش على أن المجلس الأعلى للشباب يسعى إلى إيصال صوت الشباب والمستثمرين المحليين إلى الجهات المعنية، والعمل على تجسيد حلول عملية ومستدامة يمكن أن تحدث تغييرًا حقيقيًا في هذه المناطق.

نحو مستقبل اقتصادي واعد للمناطق الحدودية

مع استمرار الجلسات وتفاعل الشباب والفاعلين الاقتصاديين، يبقى الأمل معقودًا على أن تسهم هذه المبادرات في وضع رؤية تنموية واضحة تجعل المناطق الحدودية قاطرة حقيقية للنمو الاقتصادي، بدلاً من أن تبقى فضاءات معزولة تفتقر إلى الاستثمار.

 بقلم: يحي خضراوي

مقالات ذات صلة

هؤلاء هم المرشحون للانتخابات الأولية لمجلس الأمة عن ولايتي الطارف وجيجل

sarih_auteur

بعد سنوات من التوقف.. مطالب بإعادة فتح مصنع طماطم بالطارف

sarih_auteur

الطارف.. الإطاحة بشبكة إجرامية وضبط 1090 كبسولة مؤثرات عقلية

sarih_auteur