زيادة بنسبة 90% عن العام الماضي.. تبذير قياسي للخبز في رمضان

سجلت مؤسسة “نت كوم” المختصة في جمع النفايات بالعاصمة الجزائرية زيادة مقلقة في تبذير مادة الخبز خلال النصف الأول من شهر رمضان الجاري، حيث بلغت الكمية المهدورة 6.5 طن، مقارنة بـ 3.4 طن في نفس الفترة من عام 2024، أي بارتفاع يقدر بـ 90 بالمئة.

هذه الأرقام، التي كشفت عنها منظمة حماية المستهلك عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تطرح تساؤلات جدية حول مدى نجاعة حملات التوعية التي دعت إلى تقليل الإسراف في استهلاك المواد الغذائية، خاصة خلال شهر رمضان.

حملات التوعية لم تؤتِ ثمارها

رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة والجمعيات الناشطة في مجال حماية المستهلك، إلا أن سلوكيات بعض المواطنين لا تزال تتجه نحو الإفراط في شراء الخبز، ما يؤدي إلى تكدسه وانتهاء جزء كبير منه في القمامة. ويرجع بعض المختصين هذه الظاهرة إلى العادات الغذائية التي تتغير خلال رمضان، حيث يحرص الكثيرون على اقتناء كميات كبيرة من الخبز رغم عدم الحاجة إليها.

وفي السياق، يرى الخبراء أن هناك عدة عوامل تقف وراء هذه الزيادة غير المسبوقة في تبذير الخبز، من أبرزها الإفراط في الشراء بدافع التخوف من نفاد الكميات المتوفرة، وغياب ثقافة الاستهلاك الرشيد لدى شريحة واسعة من المستهلكين، إلى جانب ضعف آليات الرقابة والمتابعة، رغم وجود حملات توعية مكثفة، وغياب حلول فعالة لإعادة تدوير الخبز الفائض واستخدامه في مجالات أخرى.

يدعو المختصون إلى تعزيز الوعي الاستهلاكي من خلال حملات أكثر تأثيرًا تعتمد على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إضافة إلى تفعيل مبادرات لجمع الخبز الفائض وإعادة استغلاله. كما يطالبون بتشديد القوانين المتعلقة بمكافحة التبذير الغذائي ووضع آليات لمتابعة تطبيقها على أرض الواقع.

في ظل هذه الأرقام المخيفة، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى قدرة المجتمع على تغيير سلوكياته الاستهلاكية قبل أن تتحول ظاهرة تبذير الخبز إلى أزمة اقتصادية وبيئية يصعب احتواؤها.

لمين موساوي

مقالات ذات صلة

انطلاق عملية إقتناء الأضاحي المستوردة عبر البلديات

sarih_auteur

تواصل ضخ البطاطا في الأسواق وبكميات كبيرة

sarih_auteur

عرقاب يستقبل وفدا عن شركة LONGi الصينية الرائدة عالميا في تصنيع الألواح الشمسية

sarih_auteur