سلّط وزير النقل، السعيد سعيود، يوم أمس الخميس، خلال زيارة عمل قادته إلى ولاية قسنطينة، الضوء على الأثر الإيجابي لإعادة تأهيل تيليفيريك المدينة، سواء من حيث تحسين خدمات النقل العمومي أو من حيث الدفع بعجلة النشاط السياحي.
وأشاد الوزير بمشروع توسعة خدمة النقل عبر التيليفيريك ليشمل حي دقسي عبد السلام بمدينة قسنطينة، ومنطقة بكيرة ببلدية حامة بوزيان، معتبراً أنه مشروع واعد سيعزز الربط بين أحياء المدينة ويوفر بدائل تنقل أكثر فعالية.
وقد تم خلال الزيارة تقديم شروح تقنية حول مسار تيليفيريك قسنطينة الذي توقف عن الخدمة منذ سنة 2018، ويتكون من شطرين: الأول يربط شارع طاطاش بلقاسم بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس على مسافة 425 مترًا، والثاني يمتد من حظيرة ركن المركبات بالمستشفى إلى أعالي حي الأمير عبد القادر (فوبور لامي سابقاً) على مسافة 1.091 متر. ويتوفر هذا الخط على 48 عربة بسعة 10 ركاب لكل واحدة.
وفيما يخص الانزلاق الأرضي الذي أثّر على مسار ترامواي قسنطينة قرب جامعة الإخوة منتوري، شدد الوزير على ضرورة الإسراع في إطلاق أشغال إعادة التأهيل، مبرزاً أن الخلل المسجل منذ نهاية سنة 2024 يمتد على مسافة 150 متر. وأعرب عن دعمه لخيار “التثبيت النهائي” من خلال إنشاء دعامات على المنحدرات وأوتاد إسناد، إضافة إلى إعادة تأهيل الأرضية والسكة والأساسات، كحل دائم للمشكل القائم.
وفي هذا السياق، أوضح سعيود أن العملية سيتم تمويلها من طرف وزارة المالية، وفي حال تعذر ذلك، سيتم اللجوء إلى مصادر تمويل بديلة، مؤكداً أن الأولوية القصوى تتمثل في وضع حد لهذا الخطر الذي تتم مراقبته حالياً بوسائل استثنائية كالمراقبة الطبوغرافية المنتظمة والدراسات الجيوفيزيائية.
وفي سياق آخر، أعلن الوزير عن مصادقة السلطات العمومية على مشروع توسعة خط ترامواي قسنطينة نحو الجهة الغربية للمقاطعة الإدارية علي منجلي على مسافة تقارب 5 كيلومترات، داعياً إلى الشروع في الإنجاز في أقرب وقت ممكن.
كما تفقد الوزير عدداً من الهياكل التابعة لقطاع النقل، من بينها مطار محمد بوضياف الدولي، مؤسسة “سيترام” والمجمع العمومي للنقل الحضري وشبه الحضري، أين كشف عن تعزيز النقل الحضري في ولايات قسنطينة، عنابة ووهران بـ104 حافلات جديدة، ستتوزع قبل نهاية السنة الجارية، فيما ستتسلم قسنطينة 10 حافلات خلال الأسبوع المقبل.
وبخصوص مشروع القاعدة اللوجيستية بأولاد رحمون، طمأن سعيود بعدم التخلي عنه، مبرزاً أهميته الاقتصادية الكبيرة على الصعيد الوطني.
أما فيما يتعلق بتعزيز أسطول الخطوط الجوية الجزائرية، فأكد الوزير أن الشركة ستستلم طائرات مؤجرة بحلول شهر جوان المقبل، على أن تتسلم أخرى ضمن برنامج اقتناء جديد انطلاقاً من شهر أوت، ما سيساهم في تلبية الطلب المتزايد على الرحلات وفتح خطوط جوية جديدة من وإلى قسنطينة.
كما تطرق سعيود إلى مشروع تحديث شبكة النقل بالسكك الحديدية، موضحاً أنه من أولويات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومعلناً عن دخول القطار الرابط بين المسيلة وسكيكدة مروراً بباتنة حيز الخدمة بحلول فصل الصيف.
كما تتواصل أشغال خطوط أخرى منها خط تبسة – عنابة، بالتوازي مع اقتناء معدات لوجيستية حديثة، من بينها 10 قطارات من نوع “كوراديا” ستُدعم بها الشبكة بداية من شهر ماي المقبل.