كان موضوع الإفرازات الغازية لمجمّع أسميدال، فرع مؤسسة فرتيال بعنابة، والمسجّل بقوة يوم الأربعاء الماضي 28 ماي 2025، في حدود الساعة السادسة مساءً، محلّ تدخّل من طرف الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، بعد تلقيها عشرات الشكاوى من سكان بلدية البوني، على إثر إصابتهم بإغماءات واختناقات نتيجة استنشاقهم لغازات مادة “الأمونياك” الخطيرة على الصحة العمومية.
وقد قام فريق من الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، عقب هذه الحادثة، بتحقيقات ميدانية لجمع المعلومات المؤكدة حول الحادثة، التي تكرّرت في العديد من المناسبات، وتُعدّ مضرة بالصحة العمومية وسلامة البيئة والمحيط. كما وجّهت الجمعية مراسلة في الموضوع إلى السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، مع إخطار الوزير الأول، ووزير الصناعة، ووزيرة البيئة وجودة الحياة، ووالي ولاية عنابة، بهذه الوضعية الناتجة عن تكرار ظاهرة تسرّب الغازات السامة لمادة الأمونياك الخطيرة في محيط مؤسسة فرتيال ببلدية البوني وحي سيبوس المجاور، مما يتسبّب في اختناقات للمواطنين وتأثيرات سلبية على المسنّين والأطفال والمرضى المزمنين.
وناشدت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، رئيس الجمهورية بالتدخّل ووضع حدّ لهذه الظاهرة المتكررة من طرف مجمّع أسميدال، فرع فرتيال، طبقًا للمنظومة التشريعية المتعلقة بسلامة وصحة سكان ولاية عنابة، وسلامة البيئة والمحيط، مع إلزام مؤسسة فرتيال بوضع خطة تقنية ناجعة للحد من هذه التسرّبات.
وكان مدير “فرتيال”، أحد فروع مؤسسة “أسميدال”، قد أكّد العام الماضي في تصريح إذاعي، أن تسرّب رائحة مادة الأمونياك وانتشارها في المناطق المحاذية للمصنع لا يشكّل خطرًا على المواطنين، مشيرًا آنذاك إلى أن رائحة الغاز المنبعثة من المعمل مشبعة بنسبة قليلة جدًا من مادة الأمونياك، وهي ناتجة عن إعادة التشغيل الروتينية لوحدة “الأمونياك”.
وبدورها، كشفت السلطات في وقت سابق عن برنامج لإزالة الأنبوب المارّ عبر حي سيبوس وصولًا إلى رصيف الشحن، حيث ستدخل العملية ضمن مشروع توسعة ميناء عنابة لاستغلال الفوسفات المدمج، وستكون ضمن المرحلة الثانية من المشروع. علمًا أن العملية، وفق تصريح لمدير إنجاز الرصيف المنجمي بميناء عنابة، ستكون آلية، وذلك بإنجاز رصيف جديد مخصص لشركة “فرتيال” لتصدير وشحن الأمونياك عبر شبكة أنابيب جديدة تستجيب للمعايير المعمول بها، كما تستجيب لمطالب سكان حي سيبوس، الذين وجّهوا نداءً للسلطات لإزالة خطر أي تسرّب.
وقد أشار السكان، في العديد من المراسلات التي وجّهوها عن طريق نوّاب البرلمان وجمعيات محلية ناشطة في مجال البيئة إلى وزارتي البيئة والصناعة، إلى أن ظاهرة تسرّب الأمونياك انعكست سلبًا على البيئة والمحيط، وأثارت الكثير من الجدل لعقود من الزمن.
بقلم: ق.و