خلف غياب مواقف الحافلات النظامية في عديد من الأحياء وبلديات ولاية عنابة، معاناة كبيرة للمواطنين، لاسيما في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة الذي تشهده الولاية خلال الأيام الأخيرة، حيث أصبح توفيرها ضرورة ملحة.
فلا يجد المواطنون في هذه الأحياء مكانًا للاحتماء، فيما أكدت العديد من جمعيات الأحياء أنه تم توجيه عدد من المراسلات إلى السلطات المحلية بهذا الشأن، إلا أنها لم تأخذ انشغالهم بعين الاعتبار.
ويشتكي سكان العديد من الأحياء التابعة لبلديات الحجار، سيدي عمار، البوني، وكذا المقاطعة الإدارية ذراع الريش، على غرار أحياء عين جبارة، بوخضرة، بوسدرة، الشابية، وواد النيل، إضافة إلى العديد من الأحياء بالمدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة وذراع الريش القديمة، من النقص الفادح في مواقف الحافلات المغطاة، معربين عن أن الأماكن المخصصة لتوقف الحافلات وسيارات الأجرة تفتقر إلى وسائل تحميهم من أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تشهد ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة.
وقد أعرب المعنيون من سكان حي 1200 مسكن بعين جبارة، في حديثهم لـ”الصريح”، عن أنهم يضطرون يوميًا لانتظار حافلات نقل المسافرين لساعات طويلة في ظروف مزرية وغير لائقة، وذلك نظراً لنقص وسائل النقل بالمنطقة. حيث يضطرون للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة أمام الكشك المتواجد بالقرب من مكان توقف الحافلات، فيما يجد بعض السكان أنفسهم ملزمين بالجلوس على حافة الرصيف أو الحجارة، بسبب صعوبة الوقوف في ظل الظروف الجوية الصعبة، لاسيما بالنسبة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، في انتظار وصول الحافلة التي تنقلهم إلى وجهتهم.
وأكد سكان عدد من الأحياء الأخرى أنهم يتزاحمون على أماكن الظل وبالقرب من الأشجار من أجل انتظار الحافلات وسيارات الأجرة، وذلك في ظل غياب مواقف مخصصة. ومن جهتهم، أكد المعنيون أن العديد من جمعيات الأحياء قامت بتوجيه مراسلات رسمية إلى السلطات المحلية والجهات الوصية، من أجل إنجاز مواقف مهيأة تحفظ كرامة المواطنين وتحميهم من أشعة الشمس الحارقة وكذلك تقلبات الجو خلال فصل الشتاء، غير أنها -حسبهم- لم تلقَ أي رد، وهو ما خلف استياءً كبيرًا لدى المواطنين، لاسيما كبار السن الذين يصابون بالإرهاق الشديد جراء هذا الوضع.
ويُناشد سكان الأحياء المعنية المسؤولين أخذ انشغالهم بعين الاعتبار، وتخصيص برنامج خاص بإنجاز مواقف مغطاة ونظامية لضمان سلامة المواطنين خلال فترة انتظار وسائل النقل.
و.ق