شهدت مناطق مختلفة من ولاية عنابة في الأيام القليلة الماضية تقلبات جوية وتساقط كميات معتبرة من الأمطار، ما أسفر عن وقوع فيضانات وتراكمات للمياه في العديد من الأحياء والبلديات، على غرار المدينة الجديدة ذراع الريش بواد العنب، الكاليتوسة ببرحال، إضافة إلى أحياء في مدينة عنابة مثل حي سيدي عيسى وطريق “طوش” وكورنيش المدينة، كما طالت الفيضانات أيضا مناطق أخرى في بلديات سرايدي، البوني، سيدي عمار، الحجار، شطايبي، وعين الباردة.
وبالرغم من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات المحلية في وقت مبكر لمجابهة مثل هذه الأزمات، إلا أن هذه التدابير لم تكن كافية لاحتواء حجم الفيضانات أو الحد من آثارها، فقد سبق أن نظمت بلدية واد العنب كغيرها من مناطق أخرى كثيرة، تحت إشراف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية بن مصطفى بن عودة، حملة شاملة لجهر البالوعات ورفع النفايات الهامدة في منطقة المدينة الجديدة ذراع الريش، وهي إحدى المناطق التي شهدت الفيضانات.
حيث هدفت الحملة إلى تحسين نظام تصريف مياه الأمطار، إذ تم تسريح المجاري المائية وفتح بالوعات تصريف المياه، بالإضافة إلى تنظيف حواف الطرقات لضمان انسيابية حركة المرور. كما تواصلت عمليات التنظيف في عدة مناطق تابعة لبلدية واد العنب، وتم تفعيل خطة طوارئ بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، تشمل عمليات محاكاة للتدخل في حالات الطوارئ، ورغم هذه الاستعدادات كانت النتيجة مخيبة للآمال، حيث أدى تساقط الأمطار إلى غرق العديد من الشوارع والأحياء السكنية.
وما زاد من تفاقم الوضع هو عدم إنجاز المشاريع السكنية والطرقات الجديدة بالشكل المطلوب، فعلى الرغم من إنجاز مشاريع سكنية جديدة تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير سكنات للعديد من المواطنين، إلا أن الكثير من هذه المشاريع لم تكتمل على الوجه الأكمل، فالأحياء السكنية الجديدة لم تحظَ بما يلزم من تجهيزات، مما جعلها عرضة للفيضانات في ظل غياب شبكة صرف صحي فعالة أو طرقات مقاومة للظروف الجوية القاسية. وبالإضافة إلى ذلك لا يزال ضعف التنسيق بين الجهات المحلية والمصالح المعنية واضحا في تنفيذ المشاريع، حيث أظهرت الأمطار الأخيرة أن البنية التحتية غير مؤهلة لاستيعاب الكميات الكبيرة من المياه، ما يعكس ضعف التخطيط الأولي والمناسب لمواجهة مثل هذه الطوارئ، حيث لم يكن هناك تصور واقعي لحجم المخاطر المتوقعة من الأمطار الغزيرة، كما أن مشاريع البنية التحتية التي كانت تأمل في تحسين أوضاع الولاية، لم تكتمل بالشكل الذي يضمن سلامة السكان.
فمن يتحمل المسؤولية في فشل خطط الطوارئ التي كانت تعتمد على تنظيف البالوعات وحماية عنابة من الفيضانات؟، فتبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة السلطات المحلية على إجراء تقييم شامل للوضع واتخاذ خطوات جادة لرفع جاهزية المناطق المتعرضة لتراكمات المياه لمواجهة التغيرات المناخية المتزايدة، فالمواطنون يطالبون بضرورة تسريع إنجاز المشاريع السكنية والطرقات، وزيادة فعالية التنسيق بين مختلف المصالح لضمان بيئة آمنة وحماية المواطنين من الكوارث الطبيعية.
الرأي العام يطالب بتحديد المسؤوليات والمحاسبة
طفت إلى السطح مباشرة بعد التقلبات الجوية التي شهدتها المدينة الجديدة ذراع الريش بعنابة عدة مطالب من طرف المواطنين المتضررين مباشرة من هذه الوضعية بضرورة وضع حد نهائي لها عن طريق الصيانة من طرف المؤسسات المعنية زيادة على المحاسبة وتحديد المسؤوليات، علما أن هذه الوضعية كانت محل مراسلات رسمية ومطالب من طرف جمعية مكتتبي عدل 2013 التي طالبت في وقت سابق من الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية بإنشاء لجان تحقيق من أجل تحديد المسؤوليات في أسباب الفيضانات في المدينة الجديدة، وهو ما سيسمح بتحديد سبب هذه الفيضانات وتحديد مسؤولية الشركات التي أنجزت هذه الأشغال، ومعرفة ان كانت هذه الأشغال هي حقيقة مطابقة للمعايير ، من هي الجهات المتسببة في الفيضانات، هل الفيضانات سببها سوء الأشغال وماهي مسؤولية مكاتب الدراسات والجهات المكلفة بالمتابعة في هذه الفيضانات؟.
وتجدر الاشارة لكون هذه المطالب طفت إلى السطح بقوة بعد التقلبات الجوية الأخيرة مع طرح عدة تساؤلات من طرف المواطنين المتضررين حول مخطط حماية المدينة الجديدة ذراع الريش من الفيضانات.
عبد الوهاب لوامي/ يوسف مطياف