كشف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، يوم الإثنين خلال زيارة عمل إلى ولاية عين تموشنت، أنه تم رسميًا إيداع ملف خاص بالمسارات الثقافية للأضرحة الجنائزية والقبور النوميدية المنتشرة عبر الوطن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، قصد تصنيفها ضمن التراث العالمي.
وأشار الوزير إلى أن عين تموشنت تُعدّ طرفًا في هذا الملف، من خلال ضريح الملك سيفاكس، مؤكّدًا أن الولاية تزخر بمقومات أثرية وتراثية هامة تجعلها وجهة واعدة للباحثين وعلماء الآثار.
وفي تصريح إعلامي، أعلن بللو عن برمجة ورشة وطنية قبل نهاية السنة الجارية، بهدف تثمين التراث الثقافي المحلي وتحويله إلى مورد يدعم التنمية الثقافية والسياحية بالمنطقة.
وفي إطار دعم النشاط الثقافي، جدّد الوزير التزام وزارته بمرافقة التظاهرات المنظمة بالولاية، أبرزها المهرجان الوطني لعرائس القراقوز، ومهرجان تطوير الآلات الموسيقية النحاسية، وأيام مسرح الشباب التي ستُقام قبل نهاية السنة.
كما قام الوزير بزيارة مقر بلدية عين تموشنت، وأعطى تعليمات بإيفاد خبراء من المتحف الوطني للفنون الجميلة لتقييم الحالة المعمارية للمقر ودراسة إمكانية تأهيله.
وفي المتحف العمومي “قادة برحو”، عاين بللو معرضًا تاريخيًا مخصصًا للأمير عبد القادر، واطلع على المجموعات الأثرية التي تعود لمراحل جيولوجية وتاريخية مختلفة.
وخلال الزيارة، أشرف الوزير أيضًا على توزيع 3600 كتاب على ثلاث بلديات، ومؤسسات استشفائية، ومراكز إعادة التربية والتأهيل، فضلاً عن مؤسسات تابعة لقطاع النشاط الاجتماعي.
وشهدت الزيارة تدشين قاعة سينما فلاوسن بعد خضوعها لعملية ترميم وتأهيل، حيث أعطى الوزير إشارة انطلاق فعاليات أيام “سيفاكس” للفيلم الوثائقي، التي تتضمن عرض 12 فيلمًا بمشاركة عدد من المخرجين الجزائريين.
وأكد الوزير في هذا السياق أن إعادة فتح القاعات السينمائية وتزويدها بأحدث التجهيزات يندرج ضمن توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية إلى خلق صناعة سينمائية وطنية.
كما عاين الأشغال الجارية بملحقة دار الثقافة “عيسى مسعودي”، واطلع على سير عمل الورشات الفنية.
وشهدت الزيارة أيضًا توقيع اتفاقيات دعم عمومي بين الوزارة والولاية، تشمل تمويل 11 مشروعًا ثقافيًا جمعويًا في إطار تنشيط المشهد الثقافي خلال فصل الصيف.
واختتم الوزير زيارته بتفقد النصب التذكاري لمعاهدة “تافنة” ببلدية الأمير عبد القادر، حيث قُدّم له عرض حول مشروع إعادة تهيئة الموقع وتحويله إلى فضاء ترفيهي وتجاري على مساحة 7500 متر مربع، بتمويل من ميزانية البلدية.
وفي الموقع الأثري “سيفاكس”، تم عرض مخطط حماية ضريحي “سيفاكس” و”سيقا” من إعداد مكتب دراسات متخصص، في إطار جهود صون التراث الأثري بالمنطقة.