لا يزال سكان بلدية الشرفة بولاية عنابة يتذوقون مرارة المعاناة اليومية جرعةً فوق جرعة، نتيجة النقص الفادح في وسائل النقل على خط الشرفة – عنابة، فهذا الوضع الكارثي بات يشكل كابوسا حقيقيا يؤرق يوميات المواطنين الذين يقضون أوقاتا طويلة في محطات النقل، يترقبون مجيء سيارة أجرة قد لا تأتي، وأزمة النقل بالشرفة لم تعد مجرد طارئ عرضي، بل تحولت إلى ظاهرة متجذّرة في حياة السكان، خصوصا خلال ساعات الذروة، حيث تغيب سيارات الأجرة تماما عن المحطات، ليجد المواطن نفسه في مواجهة خيارين أحلاهما مر، فإما الانتظار لساعات، أو الاستسلام لسيارات “الفرودار” التي باتت الملاذ الوحيد، رغم ما تفرضه من تسعيرات خيالية.
وروى مواطنون من سكان الشرفة معاناتهم اليومية، مشيرين إلى أن بلديتهم تُعد الوحيدة في ولاية عنابة التي لا تتوفر على حافلات نقل عمومية، أما سيارات الأجرة فهي قليلة جدا وأقرب، ما حول مشكلة النقل إلى هاجس دائم يرهق الجميع، وأجبر كثير من المواطنين على عدم انتظار سيارات الأجرة، مفضلين التوجه مباشرة إلى سيارات “الفرودار” لتفادي إهدار الوقت، رغم التكلفة المرتفعة، إذ يدفع بعضهم ما بين 150 إلى 250 دج، بينما يفرض آخرون منطق “الكورسة” بأسعار تصل إلى 1000 و2000 دج، دون حسيب أو رقيب.
ويؤكد السكان أن ما يحصل هو نتيجة لغياب تام للرقابة، وغياب حلول فعلية من قبل السلطات المعنية، التي لم تحرك ساكنا، ويطالب المواطنون بالتدخل العاجل للجهات المختصة من أجل دعم خطوط النقل، وتوفير حافلات وسيارات أجرة كافية، تنقذهم من دوامة “الفرودار” التي تستنزف جيوبهم وتزيد من معاناتهم اليومية، ففي ظل هذا الوضع، يبقى الأمل الوحيد للسكان هوالتفاتة حقيقية من السلطات، لوضع حد لمعاناة طال أمدها، وتعيد للنقل في الشرفة توازنه المفقود.
يوسف مطياف