وسط غياب للمياه الصالحة للشرب.. سكان حي سلامي بالشرفة يواجهون أزمة عطش منذ 15 يومًا

يعيش سكان حي سلامي الواقعة في بلدية الشرفة والمناطق المجاورة له بولاية عنابة، أزمة خانقة بسبب عدم توفر مياه الحنفية في منازلهم منذ حوالي 15 يوما.

ويعتبرون أن المياه التي يزودون بها في حنفياتهم غير صالحة للشرب تماما وغير صالحة لاستهلاكات أخرى أيضا كالطبخ والاستحمام، ويصفونها “بالمالحة”، ما يجعلهم في معاناة دائمة جراء البحث عن ماء يستهلكونه، فيضطرون في الكثير من الأحيان لشرائه من مصادر أخرى والتي تتسبب في استنزاف جيوب الكثير منهم خاصة من ذوي الدخل المحدود والضعيف، فيضطرون لشربه في بعض الأحيان رغم الخطر الكبير الذي قد يصيبهم جراء عدم صلاحية الماء للشرب، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة والمطولة جدا في تزويد حنفيات المواطنين بالمياه خاصة مع قرب حلول فصل الصيف، فتتكرر هذه المعاناة كل مرة وتطول أحيانا لشهر دون ماء.

وتبقى أسباب كل هذا مجهولة لدى المواطنين، ما يدفعهم للاستفسار في كل مرة عن السبب لدى المصالح المسؤولة محليا، ودائما ما يكون نفس الرد بأن هناك عطب في القنوات المزودة من المصدر، أو أنهم ليسوا مسؤولون عن الخلل، وما يزيد من غرابة الأمر هو كثرة الأسباب غير المبررة كالأعطاب المتكررة، وهذا ما يجعل المواطنين في حيرة متسائلين حول جودة الصيانة، وأيضا التماطل الكبير في إصلاح الخلل.

وبالرغم من اتخاذ الجزائرية للمياه وحدة عنابة مجموعة من الإجراءات تحسبا لشهر رمضان الكريم الموافق لشهر مارس المنقضي مؤخرا، لما يترتب عنه من ارتفاع في استهلاك المواطنين للمياه، والتي من شأنها ضمان التموين بالمياه حسب ذات المصالح، وأيضا تسخيرها ل 16 فرقة للتدخل تضم 58 عاملا ذو خبرة في عمليات إصلاح التسربات، موزعين على 7 مراكز للتوزيع والإنتاج، وهم قيد الاستعداد لمواجهة أي طارئ يمكنه التأثير على عملية التموين بالماء عبر كامل تراب الولاية، لضمان زيادة وتيرة التدخلات للقضاء على أكبر عدد ممكن من التسربات المائية، إلا أنه ولحد الساعة لا تزال نفس مسلسلات الأعطاب وشح مياه الحنفيات تتكرر كل مرة، وهذا ما يزيد من المعاناة الكبيرة التي تجعل المواطنين يقتانون المياه المعدنية للشرب والطبخ، كما يستنجدون بالصهاريج مجهولة المصدر، ويلجأون إلى الآبار والسدود التي يستعملونها في الري للغسيل والاستحمام والتنظيف، وهذا يشكل خطرا كبيرا عليهم يهدد صحتهم ويجعلهم عرضة للإصابة بمختلف الأمراض والأوبة التي قد تنجم جراء اختلاط الأدوية والأسمدة الفلاحية بمياه الآبار والسدود خاصة وأنها قريبة من المناطق الزراعية، فتخوّف سكان المنطقة من إمكانية التعرض للأعراض الخطيرة للأدوية دفعهم بالاستنجاد أيضا بالبئر الإرتوازي الخاص بمسجد الحي، كونه المصدر القريب منهم ما يجعلهم مقبلين عليه بكثرة لسد احتياجاتهم من استعمالات الماء.

يشار إلى أنه بعد دخول محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش بالطارف حيز الخدمة الشهر الماضي، والتي من شأنها تغطية حاجيات سكان معظم بلديات عنابة بنسبة 80 بالمئة، وإعلان الجزائرية للمياه عن تغيير برنامج التوزيع للعديد من البلديات لمرة كل يومين،ينتظر المواطنون تطبيق هذا البرنامج لتوزيع منتظم يوفر لهم حاجياتهم من استهلاكهم للمياه ويبعد عنهم شبح “العطش”.

يوسف مطياف

مقالات ذات صلة

لمتابعة وتقييم وضعية عدة مشاريع التنموية.. والي عنابة يترأس إجتماعا هاما

sarih_auteur

عنابة: بعد تفاقم ظاهرتي ترويج المخدرات والسرقات بذراع الريش.. السكان يوجهون نداءات مستعجلة للسلطات المحلية

sarih_auteur

عنابة: مشكل تسرب المياه.. سكان إيلو 2 بذراع الريش يوجهون نداءا مستعجلا للجزائرية للمياه

sarih_auteur