في نداء عاجل إلى الوزير بللو.. الكاتب محمد قديدش يناشد إحياء المؤسسات الثقافية

في نداء عاجل وجهه إلى وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، طالب الكاتب والشاعر الجزائري، محمد حبيب قديدش، بضرورة إعادة الاعتبار للمؤسسات الثقافية في الجزائر، وجعلها فضاءات حقيقية لدعم الإبداع والاحتفاء بالمثقفين والفنانين، مشددا على ضرورة أن تتحمل هذه المؤسسات مسؤوليتها في تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع العربي والعالمي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمثل بوصلة النضال العربي ومرجعية التضامن الدولي.

وقال قديدش إن بعض المؤسسات الثقافية التي كانت في الماضي منارة للإبداع في الجزائر، تحولت إلى أماكن فارغة من المضمون، تقتصر على تنظيم فعاليات سطحية لا علاقة لها بالحقل الثقافي الحقيقي، في حين يفتقر المثقفون والفنانون إلى الدعم والمساندة التي يحتاجونها، وفي رسالته التي وجهها إلى وزير الثقافة، أشار قديدش إلى أن الكثير من دور الثقافة والمكتبات في الجزائر تحتضن جلسات غير تنسيقية، وهو ما أدى إلى عزوف العديد من الكتاب والشعراء والفنانين عن المشاركة في هذه الأنشطة، ولفت إلى أن المسؤولين على هذه المؤسسات يركزون على ملء القاعات بالمحتويات عامة، مما يعكس تراجعا في الالتزام بالثقافة والفنون.

وأوضح الكاتب أن الإهمال المتعمد من القائمين على هذه المؤسسات كان له أثر سلبي على الساحة الثقافية، حيث أصبح من الصعب على المثقفين عرض أعمالهم بحرية وبدون عوائق، وذكر في رسالته أن هذا الوضع يتطلب تدخلا سريعا من قبل السلطات المعنية لإصلاح الأوضاع الراهنة، خاصة أن الفن والثقافة كانا في الماضي محركا رئيسيا للنضال الجزائري، سواء في مقاومة الاستعمار أو في دعم القضايا العادلة في العالم العربي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

تسليط الضوء على القضايا العربية والدولية.. رسالة ثقافية عالمية

وأحد أبرز النقاط التي تناولها الكاتب قديدش في رسالته هو ضرورة تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع العربي والعالمي من خلال هذه المؤسسات الثقافية، وفي مقدمة هذه القضايا، تأتي القضية الفلسطينية، التي تمثل رمزا للنضال العربي وحق الشعوب في الحرية والاستقلال، حيث إن الثقافة والفن يمتلكان القدرة على نقل الرسائل بشكل مؤثر، وغالبا ما تكون الأعمال الأدبية والفنية هي الوسيلة الأمثل للتعبير عن القضايا الإنسانية الكبرى. لذلك فإن جعل المؤسسات الثقافية في الجزائر منصة لدعم هذه القضايا ليس فقط خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، بل هو أيضا تعزيز للدور الثقافي الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في دعم القضايا العادلة على الساحة الدولية، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية تتناول القضية الفلسطينية، مثل المعارض الفنية أو الندوات الأدبية أو العروض المسرحية، يمكن أن تسهم الجزائر في إبراز أهمية هذه القضية في الذاكرة الثقافية العالمية.

وفي ختام رسالته، دعا قديدش السلطات الجزائرية، ممثلة في وزارة الثقافة والفنون، إلى إعادة الاعتبار للمؤسسات الثقافية، والتأكد من أن هذه الفضاءات تصبح مكانا لدعم الإبداع والاحتفاء بالمثقفين والفنانين، على أن يتم تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع العربي والعالمي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ملاك زموري

مقالات ذات صلة

الطبعة الأولى لمهرجان “ربيع وهران” تنطلق في أول ماي

sarih_auteur

فيلم جزائري-هولندي يعيد أسطورة التمثيل الجزائرية إلى الشاشة

sarih_auteur

الجزائر تتقدم بملف “مسارات القديس أوغستين” إلى اليونسكو

sarih_auteur