نظمت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الطارف يوما دراسيا حول طيف التوحد، احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، بحضور عدد من الأولياء والمختصين، إلى جانب مهنيين في مجالات الصحة النفسية والتربية الخاصة. اللقاء جاء تنفيذا لتوجيهات وزيرة التضامن و السلطات المحلية بضرورة إحياء الأيام المخصصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ما يتعلق بالتوعية باضطراب التوحد، الذي يصادف الاحتفال به في الثاني من شهر أفريل من كل سنة.
خلال هذا اللقاء، تم التركيز على أهمية فهم طيف التوحد باعتباره اضطرابا نمائيا يحتاج إلى وعي مجتمعي ودعم متكامل من جميع الأطراف، سواء على المستوى الصحي، التربوي أو الاجتماعي.
وتم التأكيد على أن هذا اليوم يشكل فرصة لرفع مستوى الإدراك الجماعي حول خصائص هذا الاضطراب، وتحفيز الجهود المبذولة للتكفل بالمصابين به، خاصة في المراحل المبكرة من أعمارهم.مدير النشاط الاجتماعي عامر عمار أشار إلى أن ولاية الطارف تحصي حاليا أكثر من 120 حالة مؤكدة لأطفال مصابين بطيف التوحد، موزعين على أقسام خاصة داخل المؤسسات التربوية، إلى جانب ثلاثة مراكز متخصصة تقدم خدمات الدعم والتأهيل. وأكد أن العمل متواصل لتعزيز هذه الهياكل، وتوسيع شبكات التكفل لتشمل مناطق جديدة داخل الولاية.
اللقاء شهد أيضا تقديم محاضرات من طرف أطباء نفسانيين، أخصائيين أرطفونيين، وأساتذة جامعيين، تطرقوا فيها إلى الجوانب العلمية والعملية المتعلقة بالتشخيص، طرق التكفل، دور العائلة، وأهمية دمج الأطفال المصابين في المجتمع بطريقة تحفظ كرامتهم وتساعدهم على التطور بشكل طبيعي.كما تم التذكير بالإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا بعد الزيارة التي قامت بها وزيرة التضامن الوطني إلى الولاية بداية السنة، والتي تم على إثرها تخصيص مناصب عمل جديدة لفائدة أخصائيين في مجال الدعم النفسي والتربوي، ضمن توظيف استثنائي يهدف لتحسين مستوى الخدمات لفائدة هذه الفئة، وتخفيف الضغط عن المؤسسات الحالية.وفي إطار توسيع التغطية الجغرافية وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات، تم الإعلان عن مشروع فتح مركز جديد متعدد التخصصات ببلدية البسباس، لتوفير الرعاية والدعم للأطفال من ذوي الإعاقة، خاصة في الجهة الغربية من الولاية التي تعرف كثافة سكانية واحتياجات متزايدة في هذا المجال.الحاضرون من أولياء ومهنيين عبروا عن ارتياحهم لمثل هذه المبادرات التي تجمع بين التوعية والتكوين، وأكدوا على ضرورة الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تساهم في بناء جسور التعاون بين المختصين والعائلات، وتمنح الأمل في مستقبل أفضل للأطفال المصابين بطيف التوحد.
ام دوادى الفهد