العلم الجزائري يرفرف لأول مرة فوق القلعة الحفصية منذ سنة 1964

معلم تاريخي شاهد على مجازر الاستعمار الفرنسي

وردة قانة

رفع أمس العلم الوطني بالقلعة الحفصية، لأول مرة منذ سنة 1964، وذلك إحياء للذكرى الحادية والستون لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بحضور المجاهدة سباعي زينب رفقة والي ولاية عنابة جمال الدين بريمي ومدير الثقافة تليلاني أحسن والسلطات المحلية بالولاية، إضافة إلى جمعية العناب للخيالة والبارود لولاية عنابة.

وتم خلال الخرجة الميدانية، التعريف بقصبة عنابة أو القلعة الحفصية التي شيدت بين سنتي 1284- 1300م، من طرف المهندس المعماري عمر بن محمد تحت إشراف الحاكم الحفصي محمد صالح بن منصور أثناء الفترة الممتدّة ما بين 1284-1300.

 أين كانت تهيمن القصبة على مدينة بونة بفضل ارتفاعها 109 م فوق قمة جبل سيدي عابد، وقد تمّ إنشاء سور جبل سيدي عابد سنة 1300، ويعتبر همزة وصل بين القصبة والمدينة، كما عرفت بداية القرن السادس عشر عدّة اضطرابات بمدينة بونة.

 حيث تعرضت للاحتلال الإسباني بقيادة الملك شارل الخامس، وبعد تحرير المدينة تم ربط بونة بمدينة الجزائر، أين أصبحت تابعة لها سنة 1543، وفي سنة 1607 تعرضت المدينة لهجوم من قبل جمهورية فلورنسا بقيادة اَل مدتشي، نظمت حملة أخرى امتدت إلى قصبة المدينة بقيادة ملك فرنسا إلاّ أنها باءت بالفشل.

 واستعصت المدينة على الغزاة لعقود طويلة لغاية تاريخ سقوطها، أين تم الاستيلاء عليهما بحلول عام 1832 من قبل الفرنسيين، أين تم استعمالها كثكنة عسكرية في أول الاستعمار، ثمّ حُوِّلت إلى سجن بعد ذلك.

 وفي 20 جانفي 1837 وإثر قيام مجموعة من المقاومين بتفجير مخزن بارود أدّى إلى إتلاف جزء كبير من القصبة، تمّ تدمير كل من القصور، المساجد والحدائق التابعة لها لتحلّ محلّها البنايات التي نجدها في الوقت الحالي، لكنّ أكثر فترات القصبة رعباً كانت الفترة الممتدة ما بين 1945 إلى 1962 أين مورست فيها أبشع أنواع القمع والتعذيب حيث لا تزال جدرانها تحمل الآثار إلى اليوم.

وفي هذا الصدد، روت المجاهدة سباعي زينب وسط الزنزانة التي كان يتواجد بها أخيها والتي تحمل رقم 02 بالقلعة الحفصية، ذكريات أخويها الشقيقين وهما المجاهد البطل سباعي صالح الذي التحق بجيش التحرير وعمره 16 سنة، وسجن في برج جنان بالذرعان، وعذب أشد العذاب في سجن القصبة، ثم حكم عليه سنة 1959 بالسجن.

 وفى عام 1961 أطلق سراحه وعاود الالتحاق بالثورة في نفس السنة، وبعد الاستقلال أكمل مسيرته في خدمة الوطن في الجيش الوطني الشعبي، أما الأخ الثاني فهو الشهيد الرمز سباعي عبد الحفيظ الذي أستشهد إبان الثورة التحريرية.

مقالات ذات صلة

نهج بوزراد حسين.. السكان متخوفون على أبنائهم من مخاطر “البيزا” في الحي

sarih_auteur

أربعيني يتعرض لاعتداء بالضرب من قبل شاب لطلبه الكف عن الشتم بالبوني

sarih_auteur

3 سنوات سجن لشابين تورطا في اختطاف شخص من منزله بعنابة

sarih_auteur