حاورها: عبد المالك باباأحمد
إن أدب الطفل من أعقد الأجناس الأدبية وأكثرها تطلبا للدقة وانتقاء الكلمة، لخصوصية جمهور قرائه، وهو بذلك يتطلب كاتبا حيا ملما بقدر من المعرفة بالأجناس الأدبية والفنية المختلفة، ولعل الكاتبة وطالبة النقد بجامعة باجي مختار هاجر حملاوي من الكتاب الشباب الذين حاولوا ولا زالوا يحاولون إثراء المشهد الأدبي بمؤلفات هادفة موجهة للطفل الجزائري.
من هي هاجر حملاوي؟
هاجر حملاوي طالبة جامعية ماستر 1 لغة عربية وآدابها تخصص دراسات نقدية، حاملة لشهادة تقني سام في الإعلام الآلي، مصورة فوتوغرافية هاوية فازت بالمرتبة الأولى في الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية بعنابة، كاتبة لديها عدة إصدارات ومخرجة مسرحية وسينمائية.
لك الكثير من الاهتمامات الفنية، كيف يمكنك التوفيق بينها وبين الدراسة ؟
الأمر وببساطة مجرد ترتيب للاهتمامات حسب الأولوية من الأهم الى المهم وتقسيمها في جدول عملي؛ فالتنظيم والجدولة هما السر الكامن وراء التنوع واستقائي من مجالات إبداعية متنوعة، حيث أخصص المساحة الأكبر من وقتي للدراسة وأحيانا مساعدة أمي في المنزل بيد أنها تجبرني دوما على ترك الأعمال المنزلية والتركيز على دراستي، أما أوقات فراغي فأهبها لباقي الاهتمامات كالمطالعة والغوص في عالم الكتابة والإخراج.
حدثي القراء عن سلسلتك القصصية وعن مولودك الأدبي الجديد
مجموعتي القصصية موسومة بـ “مغامرات جوجو” وهي من أربعة أجزاء؛ الإصدار الأول بعنوان لعنة الحلزون وفي هذا الجزء تتعلم الصغيرة جوجو احترام المخلوقات وعدم أذيتهم فهذه الأخيرة تتحول الى حلزونة كبيرة بعد أن حاولت دوس حلزون صغير، تتوجه جوجو في مغامرة شيقة إلى جبل الصبر لإحضار رحيق زهرة نادرة ليصنع لها الحكيم المجنون الترياق المناسب كي تعود لشكلها الطبيعي، أما جوجو والأفعى-الإصدار الثاني- تطرقت فيه لظاهرة الصداقة السامة وعواقب الوثوق في الشخص غير المناسب. مولودي الادبي الجديد وأعني بذلك الجزء الثالث من السلسلة عنوانه جوجو والقزم-قرية اليقطين-القصة تعالج بطريقة شيقة الجانب السلبي للفضول وكيف يمكن له أن يقحم صاحبه في مشاكل هو في غنى عنها، ففضول جوجو يدفعها للولوج إلى البئر السحرية المحرمة على سكان المملكة ودخول قرية اليقطين أين ستكتشف الكثير من الأسرار المريبة
هل ساعدك تخصص النقد في مشوارك الإبداعي ؟وكيف ذلك؟
لولا النقد لما استقامت الكلمات، وإن كانت الكتابة زمردة فالنقد هو الأداة التي تصقلها لتصير في أبهى حلة، هو الميزان الذي يقيم جودة الإبداع وفق أُسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص الأدبي ودراستي لبعض النصوص جعلتني اتفادى الانزلاق في أخطاء وقع فيها غيري من الأدباء إن كنت اخترت اللغة العربية وآدابها كتخصص للدراسة فذلك من أجل ان يستقيم لساني بحكم أن ثقافتي فرنسية واختياري للنقد كمجال للدراسة كان ليستقيم حرفي ويتهدب.
هل مرت هاجر بمصاعب أثناء مشوارها الإبداعي؟
أكيد، كباقي الأدباء في بداية مشوارهم الإبداعي مررت وما زلت أتعرض للكثير من المصاعب، المحسوبية للأسف ضيقت على الكتاب الناشئين أفق الابداع. حبذا لو أطلقوا سراح كلماتي حبذا لو تركوها تتنفس وأني لاختنق كلما أوصدوا الأبواب في وجه قلمي.
ما تقييمك للوسط الثقافي بعنابة، وما هي النقائص التي يجب تداركها؟
الوسط الثقافي في عنابة يتأرجح بين الجيد والحسن، ولذلك يتوجب تكثيف النشاطات الأدبية وإعطاء المجال للمبدعين الصاعدين في شتى المجالات خاصة المسرح والسينما.
ما هي آفاق أدب الطفل بعنابة وهل يوجد اهتمام به؟
بيد أن الطفل هو مستقبل الأمة واللبنة الأساسية في تكوين المجتمع إلا أن دائرة الاهتمام بأدب الطفل محدودة لذلك اطمح ان تتوسع أكثر فالجنس الأدبي المهتم بالطفل حاليا في عنابة هو المسرح.
ما هي نصيحتك للكتّاب الشباب؟
مع كل كتاب تقرأه يزداد مدادك قوة وتخطو خطوة صوب الاحترافية، ثق بقلمك وإن كنت تسير عكس التيار ولا تدع أعداء النجاح يثبطون من عزيمتك وشغفك للكتابة.
هل لك مشاريع مستقبلية؟
أترقب اصدار الجزء الأخير من السلسلة القصصية، ونظرا لإلحاح الجمهور على إعادة عرض مسرحية الجندي الأخير،وإنتاج فيلم قصير بعنوان بغريرة ثم التوجه الى عالم الروايات وإصدار روايتي الأولى.