أميرة سكيكدي
تراهن السلطات الولائية خلال رمضان هذه السنة على كسر الأسعار ومواجهة المضاربة عبر الأسواق الرمضانية المعروفة بـ “أسواق الرحمة” التي افتتحت رسميا أول أمس، بعد سلسلة التحضيرات والإجراءات الاستباقية التي قامت بها مديرية التجارة وترقية الصادرات بالولاية بالتنسيق مع مختلف الجهات لضمان توفير وبيع مختلف المنتجات واسعة الاستهلاك مباشرة إلى المستهلك بأسعار تنافسية.
ويتم في هذه الأسواق الموزعة على الدوائر الست بإجمالي 7 أسواق، اعتماد صيغة البيع الترويجي ومن المنتج إلى المستهلك، وإدراج تخفيضات تكريسا لإجراءات دعم القدرة الشرائية، وذلك من خلال مشاركة عدد معتبر من المتعاملين من بينهم 8 مؤسسات انتاجية وطنية، وأكثر من 10 مؤسسات انتاجية خاصة تبيع منتوجاتها للمواطنين بسعر الجملة، إلى جانب تجار الجملة، المستوردين، الوكلاء وغيرهم، كما سيضمن الديوان الوطني للبقول والحبوب الجافة تغطية شاملة بالبقوليات على مستوى هذه الفضاءات وبأسعار تنافسية والتي لن تعرف أي انقطاع أو ندرة.
وطمأن المدير الجهوي للتجارة خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي للأسواق الرمضانية بعنابة، بوفرة المواد الغذائية بمختلف العلامات التجارية وبأسعار جد تنافسية وفي متناول المواطنين، داعيا إلى الاستهلاك العقلاني وتفادي التبذير واقتناء ما يفوق الاحتياجات اليومية خاصة وأن المنتوجات ستكون متوفرة طيلة الشهر المبارك.
179 متعاملا يوفرون مختلف المنتجات
يشارك عبر الأسواق الرمضانية بالولاية 179 متعاملا من منتجين، دواويين، تجار جملة، مستوردين ومؤسسات عمومية، لتوفير مختلف المنتوجات الغذائية واسعة الاستهلاك وبأسعار تنافسية، حيث أكدت مديرية التجارة وترقية الصادرات بعنابة، لـ “الصريح”، أن الأسعار سيتم التحكم فيها على اعتبار أن البيع سيكون مباشرا من المنتج، المصنع والفلاح إلى المستهلك مباشرة، مما سيمكن المواطنين من أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط باقتناء مختلف المنتجات بأسعار في المتناول مقارنة مع الأسعار المعروضة في مختلف الفضاءات التجارية، حيث سيتم طرح السلع والمنتجات بهذه الأماكن بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق الأخرى، وذلك بهدف تكسير الأسعار والقضاء على المضاربة وكذا السماح للمواطنين باقتناء حاجياتهم بأثمان معقولة ، خاصة وأن عادة عديد التجار السعي وراء رفع أسعار مختلف المواد خاصة الأساسية منها خلال مناسبة شهر رمضان.
مضيفة أن الأسعار ستكون في متناول كافة المواطنين لاسيما من ذوي الدخل المحدود، خاصة مع تكثيف المجهودات بين كافة الجهات المعنية لضمان استقرار السوق وخلق التنافس بين كافة المتعاملين في الأسواق المذكورة، أين ستكون الأسعار جد تنافسية ما يؤدي إلى تراجعها في الأسواق الأخرى، موازاة مع توفر الخضر والفواكه بكميات تضمن تغطية حاجيات المواطنين، إضافة إلى مادة السميد التي أكدت أنها لن تعرف ندرة كما يتم تسريبه خلال هذه الأيام خاصة مع وجود عدة وحدات لإنتاج هذه المادة تكفي لتموين الولاية والولايات المجاورة، وهو نفس الأمر بالنسبة لمادة الزيت التي أكد ماضي على توفرها بالكميات الكبيرة التي تمكن من القضاء على أي شكل من أشكال الاحتكار والمضاربة وتفادي سيناريو رمضان للسنة الفارطة.
وعن أماكن الأسواق فهي كالآتي، سوق بمستودع منطقة ما قبل الميناء وأخر بالطريق الوطني رقم 44 بالفضاء التجاري المعالي على مستوى دائرة عنابة، السوق الجواري بالقطب السكني بوخضرة 3 بدائرة البوني، سوق بالساحة المركزية بجوار مقر البلدية في برحال، سوق بالقاعة متعددة الرياضات بالحجار، وسوقين بكل من دائرة شطايبي وعين الباردة بوسط البلدية.
اللحوم الحمراء بـ 1150 دج
وفي السياق ذاته، فإن اللحوم الحمراء حسب مديرية التجارة ستكون بسعر 1150 دج عبر الأسواق الثلاثة في دائرتي عنابة والحجار، بينما لن تتخطى سعر 1200 دج في بقية الأسواق والفضاءات التجارية الكبرى، كما سيتم تدعيم مختلف الفضاءات بهذه المادة التي تتزايد نسبة استهلاكها خلال الشهر المبارك.
كذلك فإن أسعار الخضر والفواكه عرضت بسعار تنافسية مقارنة بالاسواق الخارجية والمحلات رغم تراجعها في هذه الأماكن مقارنة بالسنوات الماضية أيضا، وتضمنت الأسواق أيضا كافة أنواع السميد والتمور بأسعار تراوحت بين 400 و 550 دج حسب النوعية، كما تضمنت هذه الأسواق خانات خاصة ببيع الأسماك وكذلك مختلف أنواع المشروبات والعصائر ، إضافة إلى الدجاج والبيض والأجبان وزيت المائدة بسعر 600 دج ل 5 لتر.
كما عرضت الفاصولياء البيضاء الجافة بسعر 300 دج كيلوغرام والحمص كبير الحجم بـ 380 دج والمتوسط بـ 300 والعدس بـ280 دج و الأرز بـ 150 دج المعروض من قبل الديوان الوطني للحبوب، هذا وقد تم مؤخرا إغراق السوق بـ 9348 طنا من الحبوب الجافة، والتي تتكون من العدس والحمص والفاصوليا المجففة (البيضاء)، فيما تم تخزين ما لا يقل عن 40 حاوية، تنقل أكثر من 9000 قنطار من الفاصوليا البيضاء، بميناء عنابة، وذلك في إطار الإجراءات المتخذة من أجل مواجهة ظاهرة المضاربة وندرة الحبوب الجافة في الأسواق، حيث لجأت المصالح الولائية إلى تعزيز نقاط بيع الباقوليات (العدس، الفول، الحمص، الأرز، إلخ) لتوسعة نطاق العرض وتمكين المواطن من توفير حاجياته منها.
وعن منتجات الصيد البحري، فقد تم فتح نقطتي بيع على مستوى سوقي الرحمة ببلدية عنابة، وذلك بالتنسيق مع مديرية التجارة، إضافة إلى نقطين دائمتين بميناء عنابة وحي بلعيد بلقاسم، حيث سيشارك في العملية الصيادين وتجار المنتجات الصيدية وتربية المائيات بالولاية، إضافة إلى مؤسسات تحويل المنتجات الصيدية، كما أن أسعارها ستكون جد مقبولة خلال شهر رمضان.
ومن جهة ، جندت مديرية التجارة، 90 فرقة ستعمل يوميا وبشكل دوري على مراقبة مختلف الفضاءات التجارية خلال شهر رمضان المعظم من أجل الحفاظ على الأسعار ومحاربة كافة أنواع الغش والمضاربة حماية للمستهلك، كما باشرت هذه الفرق مهامها قبل الشهر الفضيل لمراقبة نشاط مختلف المحلات والأسواق الموزعة عبر تراب الولاية بهدف مراقبة التموين، رصد السوق والحفاظ على الأسعار، والتي ستقوم بتكثيف نشاطاتها طيلة شهر رمضان المعظم لكبح الغلاء الذي يخيم على الفضاءات التجارية خلال الأسبوع الأول من الشهر، أين يقوم العديد من التجار بفرض زيادات -غير مبررة- على مختلف المنتوجات، وهي فرق مقسمة إلى أعوان يعملون على مراقبة الممارسات التجارية وآخرون من أجل حماية المستهلك وقمع الغش خلال شهر رمضان المعظم التي تتزايد فيه نسبة الاستهلاك بالموازاة مع تزايد كل أشكال الممارسات المخالفة للقوانين والتعليمات المسطرة خاصة المضاربة.