يكتبه: خميسي غانم
أعتقد أن إعلام الغرب الذي طالما تغنى بالمهنية والاستقلالية وسمح لنفسه في أكثر من مناسبة أن يوجه دروس الاحترافية لغيره ،ولكن ما عرفه خلال الأيام الأخيرة من انهيار في منظومته المهنية والأخلاقية وهو يتابع العدوان الانتقامي الهمجي الصهيوني على الأطفال في غزة كشف حقيقة هذا الإعلام بعد أن تجاوز كل الأطر المنظمة للمهنية وأخلاقياتها وضرب المصداقية عرض الحائط، مما جعله يفشل فشلا ذريعا في تقديم صورة متوازنة تحترم عقل قرائه، وتلتزم بالحيادية في نقل الخبر، وأحيل القارىء الكريم هنا إلى افتتاحيات لصحف كانت توصف إلى وقت قريب بالمحترفة والمهنية والكبيرة، والتي خرجت على متابعيها ب “مونشيتات” مقززة من بينها وعلى سبيل المثال لا للحصر “حماس قطعت رؤوس أطفال في مجزرة”، وطبعا لم يكلف صاحب المقال نفسه حتى التأكد من صحة الخبر الذي نقله للقراء، والمتتبع لما يكتبه الإعلام الغربي خلال هذه الأيام، سرعان ما يكتشف الخلط الكبير بين الدعاية والإعلام والتناقضات والمغالطات بعد أن انحاز إلى طرف واحد وأصبح مصدره الوحيد المخابرات، وما يرويه القادة السياسيين والعسكريين فيما تسمى بدولة إسرائيل دون البحث عن الحقيقة كما هي وعلى الأرض وأصبح هذا الإعلام همه الوحيد تقفي عثرات حماس وتهويل ما ينسب لها سواء كان ادعاء أو حقيقة، ومحاولة تقديمها للرأي العام كحركة نازية ، وطبعا وفي ظل هذا التهويل يعمل هذا الإعلام جاهدا لطمس الحقائق وما يقع في غزة المحاصرة التي يقتل فيها النساء والأطفال بدم بارد ويدفعهم الكيان المغتصب دفعا لعمليات تهجير أخرى من أرضهم بمرافقة الإعلام الغربي وتفويضه بتزييف الحقيقة على الأرض، وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نتساءل هل هذا هو فعلا الإعلام الذي كان يدعي التحضر والدفاع المستميت عن حقوق الإنسان، غير أنه وبالتجربة ظهر إعلاما منحازا بالكامل لروايات إسرائيل وأكاذيب ضباطها، وأصبح طرف من الأطراف التي تدير المعركة في غزة اليوم.