فيما تبذل الجزائر قصارى جهدها للم شمل العرب
خميسي غانم
تعمل الجزائر جاهدة هذه الأيام للم شمل العرب تحسبا للقمة العربية المرتقبة شهر نوفمبر بالجزائر، كما تعمل على توفير كل شروط نجاح هذه القمة وعلى خلفية ذلك كثف رمطان العمامرة زياراته إلى الدول العربية في جولات ماراطونية هدفها بالأساس لم الشمل وتقريب وجهات النظر وعرض التحديات التي تواجهها الأمة العربية.
ولخص العمامرة كل ذلك في لقاء سابق جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون، حيث قال “إنما يجعل لقاء القمة هذا مهما، وحجم الأزمات الخطيرة التي تواجه عالمنا اليوم والتحديات الكبرى.
إضافة إلى ما تعانيه الدول العربية من استهدافات تستوجب توحيد الجهود لمواجهتها بدءا من القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني مرورا بضرورة إيقاف الحروب التي تعصف بالعديد من دولنا ” .
لتبقى بذلك القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات الدولة والشعب الجزائري وهو التزام سبق أن عبر عليه لعمامرة قائلا: “كجزائر نحن ملتزمون بدعم القضية الفلسطينية وفلسطين في قلب الجزائر ظالمة أو مظلومة، وفي منظور الجزائر قضية لم الشمل لا تقصي أي دولة عربية بما في ذلك سوريا التي علقت عضويتها في الجامعة العربية منذ سنة 2011 .
ورغم أن العديد من الدول العربية أعادت قراءة الأحداث وعدلت سياستها تجاه سوريا بإعادة تطبيع العلاقات وعقدت مع دمشق عدة اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري في ظل تباين المواقع العربية لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية خلال مؤتمر قمة الجزائر الذي ستحتضنه بلادنا بالتزامن مع ذكرى انطلاق الثورة المظفرة في شهر نوفمبر.
فإن موقف الجزائر تجاه عودة سوريا ظل ثابتا ومبدئيا، حيث عبر عنه وزير الخارجية رمطان لعمامرة قائلا: “إن سوريا عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ولا مشكلة لدى الجزائر من عودتها إلى مقعدها، ولكن يبقى ذلك معلقا على التوافقات”.
وضمن هذا المسعى سبق لرمطان لعمامرة أن صرح قائلا: “إن الجزائر تبذل قصارى جهدها من أجل جمع الشمل وتحضير الظروف الملائمة لانعقاد قمة شاملة و جامعة تتكلل بالنجاح” .
وفي الحقيقة، فإن الجزائر وقيادتها تملك كل الثقل في العالم للنجاح في مساعيها رغم بعض التعقيدات الكامنة في الخصوص في العلاقات مع نظام المخزن والناتجة بالأساس عن خبث دبلوماسي للقائمين عن المملكة والذين يصرون على عدم مراعاة التقيد بسلوكات حسن الجوار وتماديهم في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني دون مراعاة أن ذلك قد يهدد الأمن القومي الجزائري بالخطر وهو مسار في عمومه مدمر للمنطقة، وأن موقف الجزائر من قضية تطبيع المغرب مع إسرائيل لا يعد موقفا إرتجاليا أو إعتباطيا بل هو ناتج عن قراءة متأنية للجغرافيا فتواجد إسرائيل على حدودنا الغربية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مريحا لا للشعب ولا للقيادة السياسية.
فتواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودنا يعد تهديدا مباشرا للأمن الوطني لا يمكن السكوت عليه مهما كانت الأسباب والدواعي والمؤكد أن المغرب وفي حالة رفعه لجملة من التحفظات قد يكون على رأسها مراجعة موقفه من التطبيع وإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني المحتل
وفي حالة إلتزام المغرب بمجموعة من الشروط “سيجد يد الحكومة والشعب الجزائري ممدودة خاصة أن الجزائر وهي تحضر لعقد القمة العربية لم تخف وفق ما أكده الرئيس تبون إمكانية قيام الجزائر بكل الوساطات الممكنة لحل الأزمة التي تعيق لم الشمل العربي.