كشف مدير المصالح الفلاحية، عبد اللطيف عدو، لـ ”الصريح”، عن الشروع في تجسيد برنامج التحسين الوراثي للمواشي باستخدام التلقيح الاصطناعي لأول مرة في ولاية عنابة شهر سبتمبر المقبل وذلك للحصول على نوعية مميزة للماشية.
وفي لقاء المعني مع “الصريح” أكد أن الانطلاقة الأولى في مشروع التحسين الوراثي ميدانيا ستكون خلال الشهر المقبل بحضور أساتذة ومختصين بعد تحضير القاعدة البيانية للماشية المعنية بالعملية التي ستتم وفق مراحل بالنسبة لكل صنف بداية من الأبقار ثم الأغنام والماعز، حيث تتم أوليا بالنسبة للأبقار المستوردة ثم المحلية ثم الهجينة وفق برنامج خاص وكل مرحلة متبوعة ببرنامج ثانوي أخر، كما يتم في كل مرحلة تلقيح نسبة 90 في المائة منها من أجل تفادي وقوع أي خلل على مستوى منتوج الحليب في السوق المحلي، ونفس العملية تتم بالنسبة للماشية الصغيرة حسب برنامج مسطر، مضيفا أن النتائج المرجوة تظهر خلال الجيل الثالث من العملية أي بعد خمس سنوات، كما سيتم تنظيم لقاءات جهوية في كل بلدية مع المربين حول هذه التقنية والمشروع مع تكوينهم وتقديم كافة الشروحات والإجابة على كل التساؤلات، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك تحسين القيمة الوراثية للمنتوج الفلاحي وتحسين قدرة الإنتاج بالنسبة للبقرة المحلية المعروفة بضعف إنتاجها لمادة الحليب وراثيا.
وفي ذات السياق، أشار المتحدث إلى أن الثروة الحيوانية بالولاية حسب حصيلة تم انجازها شهر ديسمبر الفارط بلغت 26 ألف رأس بقر منهم 13 ألف حلوب، 55 ألف رأس غنم منهم 33 ألف نعجة والماعز 7200 منهم 5 ألآف أنثى.
نحو توسيم عسل الايدوغ
كما كشف المصدر في حديثه، عن مساعيهم لتوسيم عسل ”الايدوغ” وهو برنامج ومشروع آخر خضع لأشواط كبيرة للحصول على الوسام للاعتراف به دوليا، مؤكدا أن الملف حاليا على مستوى الوزارة بعدما تم رفع كافة التقارير وتجسيد البرنامج الخاص لتوسيم هذا العسل الذي انطلق منذ سنتين، مشيرا إلى مجموعة الضوابط والشروط الواجب توفرها في العسل للحصول على الوسام وتتعلق بخلوه من المضادات الحيوية، و أن تكون النوعية الغذائية مرآة رعي النحل على سبيل المثال إذا كان غذاؤه يعتمد على منطقة جبلية للوز يجب أن يكون مذاق العسل لوزا، كما أن تتم عملية الرعي طبيعيا دون أي تدخل للمربين، كما يجب أن تكون النحلة معروفة ولها ترقيم خاص بها لتتبع مسارها ضمن خريطة الرعي، وأن المنطقة محظورة ويتم إحصاء كل نبتة وشجرة على حدة، إضافة إلى عدم ضمان عدم خروج الملكة من المنطقة مع تربية الملكات بنفس المحيط وإعادة ملء الصناديق بنفس نوعية النحل ونفس المعطيات، مؤكدا أن ذلك سيكون إضافة كبيرة للولاية خاصة.
مساع للوصول إلى للاكتفاء الذاتي في اللحوم البيضاء
وفي سياق حديثه، أكد المعني على مساعيهم للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج اللحوم البيضاء محليا وضمان وصولها إلى المستهلك بأقل تكلفة، وذلك من خلال برنامج خاص لمرافقة المربين خاصة الشباب الجامعي المتخصص في تربية هذا الصنف من الحيوانات، من خلال مرافقتهم ودعم استغلال منشات تربية الحيوان خاصة في المناطق الجبلية كونها تحتوي على كل الظروف الملائمة والمثالية لتربيتها من كافة النواحي بما يضمن تحقيق الربح في وقت قياسي مع تسهيل كافة العمليات الخاصة لضمان السرعة في الإنتاج بمصاريف أقل، وهي نفس الأهداف المسطرة بالنسبة للبيض.
هذه تفاصيل تعويض المتضررين من الفيضانات
وفي إطار تعويض الفلاحين المتضررين من الفيضانات هذه السنة، أكد المسؤول الأول عن القطاع بالولاية أنه يجرى إحصاء الفلاحين المتضررين من الفيضانات هذه السنة التي خالفت كل التوقعات، مضيفا أن هناك لجنة ولائية تحدد نوعية القمح عن طريق التحليل المخبري، وإذا كان مطابقا يتم تخزينه بإدخاله للصوامع وتوجيهه للاستهلاك البشري، وفي حال كان غير مطابق يتم تحويله إلى تغذية الأنعام والديوان الوطني للحبوب هو الذي يستلم الكمية ويعوض الفلاحين، أما بالنسبة للمحصول الذي لا يمكن توجيهه لتغذية الإنسان أو الحيوان يتم إرسال القائمة الاسمية للمعنيين للوزارة لتعويضهم، مؤكدا أن نسبة الحصاد إلى غاية الفاتح من شهر أوت بلغت 80 في المائة، حيث تم الانتهاء من حصاد 11 ألف هكتار من إجمالي حوالي 15 ألف هكتار تم تخصيصها لزراعة القمح، وسجلت نسبة القمح المطابق 40 بالمائة و60 بالمائة لغير المطابق.
أما بالنسبة للطماطم فقد سجلت هي الأخرى تراجعا في المردود، مؤكدا على برمجة 2000 هكتار في البداية لهذا المنتوج غير أن المساحة تراجعت إلى 1260 هكتارا بسبب الجفاف الذي جعل بعض الفلاحين يتراجعون خوفا من الخسارة، كما أن الأمطار والفيضانات والأمراض الطفيلية تسببت في إتلاف جزء كبير من المردود، مؤكدا أن هذه السنة استثنائية وكان يتوقع منها أن تكون سنة ناجحة بامتياز غير أن التقلبات الجوية أدت إلى عكس ذلك، مضيفا أنهم شرعوا في استقبال كافة الفلاحين المتضررين والاستماع إليهم مع حرصهم على التسريع في العملية لضمان تعويضهم عاجلا وتقديم الدعم النفسي لهم للعمل بأريحية مستقبلا.
وكان رئيس الغرفة الفلاحية عمار سعدي قد أكد في تصريح سابق لـ ”الصريح، على خسارة 400 هكتار من المساحة الإجمالية التي خصصتها الغرفة لغرس الطماطم الصناعية والمقدرة بـ 1500 هكتار بسبب الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية التي تسببت في فسادها، متوقعا أن يتراوح مردود الطماطم الصناعية هذه السنة التي انطلقت خلال الأيام الفارطة عملية جنيها ما بين 300 إلى 400 قنطار في الهكتار الواحد، بعدما برمج غرس 1500 هكتار بتراب الولاية قبل أن تلحق الأمطار خسائر معتبرة بنسبة مهمة من المساحة المغروسة، مشيرا إلى أن البلديات المعنية المتضررة في هذا الشأن هي كل من بلديات البوني الحجار، عين الباردة، الشرفة والعلمة هاتين الأخيرتين كانتا الأكثر تضررا، مضيفا أن لجنة ولائية مكونة من مفتشية الصحة النباتية، الغرفة الفلاحية، القسم الفرعي الفلاحي، المحطة الجهوية لوقاية نباتات الكوس، المعهد التقني للمحاصيل الصناعية والخضراوات، تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالحجار، الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي والمجلس المهني المشترك لشعبة الحبوب، وقفت ميدانيا لمعاينة الأضرار بالمساحات المعنية جراء تهاطل الأمطار الأخيرة والتي يرجح أن تدرس الوضع من اجل النظر في إمكانية تعويض الفلاحين المعنيين، كما وقفت ذات اللجنة على تقييم الأضرار التي لحقت بالحبوب جراء نفس المشكل.
وأكد المتحدث في سياق حديثه أن الفلاحين المتضررين من الفيضانات ينتظرون التعويض من طرف الوزارة الوصية بعدما أتلفت الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية محاصيلهم، مؤكدا أنهم يطالبون بالتعويض المادي بنفس سعر البيع 5 ألاف دج للقمح اللين و6 ألاف دينار للقمح الصلب.
برنامج خاص لدعم المرأة الريفية
أكد مدير المصالح الفلاحية، على تسطير برنامج خاص لدعم المرأة الريفية وتوسعة العملية لتشمل تربية النحل، الحيوانات وإنتاج مادة الحليب بعد انطلاقها مبدئيا في إنتاج الزيوت النباتية ومنتجات التجميل التي عرفت نجاحا حيث استفادت إلى حد الساعة 30 امرأة من برنامج الدعم، مضيفا أن الهدف من ذلك إدماج المرأة في سوق العمل وجعلها عنصرا ناشطا وفعالا في حلقة الإنتاج والاقتصاد الفلاحي خاصة وأن عمل المرأة هذا المجال متقن، إلى جانب امتصاص بطالة المرأة عن طريق التربية البسيطة، مشيرا إلى أن الانخراط يكون بتقديم طلب وامتلاك قطعة أرض عائلية لممارسة النشاط، وتضمن المديرية تكوينهن في أبجديات العمل وتقديم كل التسهيلات مع مرافقتهن من كافة النواحي.
هكذا يتم تتبع مسار النخالة
أكد المصدر، أن مديرية المصالح الفلاحية في إطار اللجنة المشتركة لمراقبة أسعار النخالة التي تم تنصيبها خلال السنوات الفارطة ويترأسها والي الولاية تقوم بمراقبة الكميات التي تخرج من المطاحن والتأكد من دخولها فعليا لدى المربين بعد إحصائهم وإعداد القوائم وتقسيم المادة على حساب عدد رؤوس الماشية والوجبات المخصصة لهم، كما أن الرقابة أنية والية وتتم بصفة مفاجئة، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل أية تجاوزات بخصوص في هذا الإطار إلى حد الساعة، وأن الهدف من هذه العملية التنظيمية التي تتم وفق ضوابط محددة هو القضاء على الفوضى التي خيمت على القطاع لسنوات، مشددا على أن المربيين الذين لا يصرحون بأعداد الماشية بعد بيعها تسحب منهم هذه المادة كما يجبرون على تعويض دعم الدولة.
هذه حقيقة إرجاع مادة ”الكولزا”
نفى المتحدث إرجاع مادة السلجم الزيتي المعروفة بـ ”الكولزا” من طرف أحد المتعاملين الاقتصاديين بسبب نوعيتها الرديئة، مؤكدا أن الإشكال الوحيد الذي كان قائما حينها متعلق برفض الفلاحين تقديم الترقيم الجبائي ”النيف” مع الملف لأسباب تتعلق بالضريبة وغيرها، وبقي الوضع على حاله لستة أشهر قبل أن يتم تدارك المشكل الذي كان مطروحا.
لا توجد أية تراخيص لفتح مذابح
أكد أن المديرية لم تستقبل أية ملفات من طرف الخواص لفتح مذابح خاصة باللحوم الحمراء أو البيضاء كما لا توجد أية مذابح قيد الانجاز، أمام بخصوص مذبح سيبوس قد أكد أنه يعمل بصفة عادية غير أن بعض المساحات لم يتم فتحها إلى حد الساعة بسبب وجود تحفظات تم تسجيلها في هذا الإطار.
رفع إنتاج الحليب
كما أكد المتحدث، على رفع قيمة إنتاج الحليب خلال هذه الصائفة إلى 200 ألف لتر يوميا وذلك بعد تقديم طلب للوزارة بزيادة كمية بودرة الحليب والتي وافقت على ذلك، مضيفا أن نسبة الاستهلاك تزداد في فصل الصيف بنسبة 30 بالمائة نظرا لتوافد المصطافين كون حاجة المواطنين من هذه المادة تقدر بـ 196 ألف لتر يوميا، مضيفا أنهم طالبوا الوزارة الإبقاء على نفس كمية البودرة على مدار السنة بعد رفعها من أجل ضمان توفر مادة الحليب والقضاء على مشكل الطوابير نهائيا.
أميرة سكيكدي