شخصيا أنا من الداعمين الذين يرون أنه من واجب الصحفي عند نقل الخبر مراعاة المصلحة الوطنية، وأن لا يمس بالمسلمات كمواقف الدولة في ملف السياسة الخارجية والأمن الوطني الذي من واجبه أن يدافع عنه بشراسة ودون مهادنة لأية جهة كانت من كانت، ودون ذلك فعليه أن ينقل الخبر بصدق وأمانة وعلى هذا الصحفي أن تتعدد مصادره ويحرص على بناء شبكة ذات مصداقية وثقة يصل من خلالها إلى مصدر الخبر، وهنا الصحفي الناجح يجب أن تتعدد مصادره ولا يقف عند مصدر بذاته حتى لا يتغذى من الأخبار “البايتة”، ويفوت على نفسه السبق الصحفي الذي هو جزء من المعرفة الصحفية وأحد العوامل الأساسية التي تمنح الهيبة والسمعة سواء للصحفي ذاته أو المؤسسة الإعلامية التي يعمل لحسابها، وعادة فالصحفي الذي ينتظر البيانات من الجهات الرسمية لإعادة صياغتها بالنسبة لي صحفي يفتقد للمهنية التي تتطلبها المهنة، وهو صحفي فاشل بكل المقاييس، وأغلب وسائل الإعلام الثقيلة اليوم في العالم تعتمد على مصادر في كثير من الأحيان تتحاشى ذكر هويتها بعد أن تتحرى وزنها وثقتها، ومع الأسف فرغم تعليمات السلطات العليا للبلاد بتمكين الصحفي من الوصول إلى مصدر المعلومة فإن جهات مازالت متصلبة، وتمتنع لتمنع الصحفي من أداء مهامه وتحرم المواطن من حقه في الإعلام، وهنا يجب أن يوظف الصحفي الناجح مهارته في نسج العلاقات، وعليه أن يستعمل حسه وتحليله للأحداث في نقل الخبر معتمدا في ذلك على الوقوف عند الحدث وإثارة الأسئلة والتدقيق في المعلومات، وتحليلها وأن يكون في ذلك سريع الحركة متجنبا الخمول، قادرا على الوصول إلى الخبر لحظة حدوثه، كما تعتبر وكالات الأنباء والإذاعات والصحافة المحلية والوطنية مصادر هامة للأخبار، بالإضافة إلى الندوات الصحفية والشخصيات المقربة من مصادر القرار، وأحيانا حتى الصدفة تقود الصحفي الناجح إلى خبر لا يمكن أن يتوقعه أو خطط له، وكل ذلك يتطلب من الصحفي قوة الملاحظة والتحليل والتعليل والمقارنة وجودة النظر والتدقيق في المعلومات والتحري الجيد فيها، ولهذا فالصحفي الذي يتوقف في نقل الخبر عند الجهات الرسمية فحسب دون غيرها من المصادر صحفيا لا يليق بمهنة المتاعب وأنصحه بالبحث عن مهنة أخرى تليق به.