د/ السبتي سلطاني
يبدو أنّ الجميع قد ربط مفهوم العنصرية بطبيعة اللون فقط وراح يطلق لفظ العنصري على كل من يعادي المختلف عنا في لون البشرة، أي نعم هذا مفهوم صحيح وهو منتشر منذ القدم ونستعمله في بعض الأحيان دون أن يثير في أنفسنا التساؤل عن مدى شرعية (المشروعية الدينية) ذلك.
وبالمقابل في قيمنا الدينية نهي صريح عن إهانة الآخر بناء عن لون بشرته التي لا دخل له فيها، غير أنّ عالم كرة القدم الموبوء كشف لنا عن العديد من الممارسات المقيتة التي تحمل بين ثناياه بعبع العنصرية، فالأمر لم يتوقف عند حدود وصف ذوي البشرة السوداء بأبشع النعوت بل تعدى ذلك ليصل إلى حدود العنصرية الجهوية، ودعوني أحدثكم عن الشحن الكبير بين أنصار فريقي اتحاد بوخضرة واتحاد سدراتة في سياق المباراة الفاصلة التي ستجمع الفريقين منتصف هذا الأسبوع بملعب باجي مختار بسوق أهراس، حيث ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف عبارات الشحن والتفكير العنصري بين أبناء منطقة واحدة، بل إن تسمية ملعب باجي مختار تدل على أواصر المحبة بين أبناء المدينتين فقد توزع نضال الشهيد باجي مختار بين مدينتي عنابة وسوق أهراس، وكان استشهاده بمنطقة مجاز الصفاء بقالمة.
فعلى الخيرين من أبناء عنابة وسدراتة الاحتكام إلى سلطان العقل، فما هي إلا مباراة كرة القدم تنتهي بانتهاء الدقيقة التسعين منها، والصعود إلى الرابطة الثالثة لا قيمة له إن كان ذلك على حساب الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها… تحياتي.