أميرة سكيكدي
تحولت مشاريع الترقوي المدعم بعنابة من حلول ناجعة لامتصاص أزمة السكن إلى مشاكل إضافية تزيد من ثقل ملف السكن الذي يعتبر من بين أكثر الملفات الشائكة والمعقدة بالولاية، حيث أثار عدم احترام القائمين على مشاريع الصيغة المذكورة لما تنص عليه دفاتر الشروط حفيظة المكتتبين المتذمرين من التأخر الكبير في انجاز المشاريع السكنية التي عطلت حلم المئات في الحصول على سكن لائق، متسائلين عن سبب لا مبالاة المرقيين الذين أوكلت لهم مهام انجاز العديد من الوحدات السكنية في إتمام مشاريعهم أو انجازها وفق المعايير المحددة.
وهو الحال بالنسبة لمشروع الترقوي المدعم لحصة 147 مسكنا في حي سيدي عيسى التابع إداريا لبلدية عاصمة الولاية، الذي استلم أصحابه المفاتيح بصفة مؤقتة خلال سنة 2014، دون انتهاء أشغال التهيئة الداخلية والخارجية ناهيك عن جملة النقائص المسجلة التي رصدها المعنيون لـ “الصريح” على أمل أن تلتفت إليهم الجهات الوصية وعلى رأسها مديرية السكن من أجل الوقوف على المشروع ومعرفة مصيره خاصة وأن الأشغال لم تكتمل إلى غاية اليوم.
التهيئة الخارجية والداخلية “كارثية“
اشتكى المعنيون من ما وصفوه بسياسة “البريكولاج” في انجاز السكنات المذكورة سواء من حيث التهيئة الداخلية التي لم تتجاوز 60 بالمائة –حسبهم-، خلال استلامهم لمفاتيح شققهم بشكل مبدئي سنة 2014 بناءا على طلب تقدموا به إلى الترقية المعنية وفق شروط حددتها وذلك بسبب اضطرارهم إلى السكن بحكم أزمة السكن الخانقة التي دفعتهم |إلى القبول باستلام مفاتيح الشقة محل البيع على التصميم مؤقتا قصد تهيئتها بأشغال كمالية في انتظار التسليم النهائي أمام الموثق بعد حصول المشروع على شهادة المطابقة التي لم تسلم إلى غاية اليوم، رغم انطلاق المشروع سنة 2003 والذي كان من المقرر استلامه ما بين سنة 2066 و2007 كأقصى تقدير، مما دفعهم إلى التكفل باتمام الأشغال من مالهم الخاص، إلى جانب عدم اكتمال الأشغال الخارجية حيث تشهد الطريق وضعا أقل ما يقال عنه “كارثيا” كما لم يتم تعبيد وتزفيت مدخل الحي، وهو الوضع الذي صعب من تنقلاتهم خاصة خلال فصل الشتاء، ناهيك عن التصدعات والتشققات في عديد العمارات وانعدام الكتامة في العديد منها ما خلف معاناة كبيرة لهم أثناء تساقط الأمطار والتقلبات الجوية.
لا فضاءات ترفيه ولا مساحات خضراء
استغرب القاطنون عدم انجاز مساحات خضراء أو فضاءات للتسلية والترفيه ضمن المشروع، حيث بات من المرهق التنقل لأماكن الراحة والترفيه في مناطق أخرى لقضاء أوقات فراغهم، أين أكدوا أن حيهم يفتقر تماما للمساحات الخضراء لاسيما التي تعد ضرورية كونها المتنفس الوحيد للعائلات والأطفال.
الإنارة العمومية
استنكر المعنيون انجاز مشروع سكني دون توفير الإنارة العمومية، حتى أن الأعمدة لم تنجز، رغم الحجة الماسة لها وهو ما جعلهم يغرقون في الظلام الدامس لسنوات وعرضة لحوادث السرقة التي أكدوا أنها في تزايد، كل ذلك رغم سعيهم الحثيث لإيصال انشغالاتهم في هذا الشأن إلى الجهات المعنية لتوفيرها، مؤكدين أن الوضع صعب من تنقلاتهم ليلا سواء للخروج خاصة بالنسبة لكبار السن، مشيرين إلى سلسلة المراسلات والشكاوى التي رفعوها لتوفير الإنارة لكن دون أي رد على الرغم من خطورة الوضع نتيجة كثرة الاعتداءات التي يتعرضون لها.
النقل مشكل أخر
أصبح من المرهق التنقل من وإلى وسط المدينة بالنسبة لقاطني تجزئة سيدي عيسى بسبب انعدام وسائل المواصلات الجماعية التي ألقت بظلالها على يومياتهم، حيث نددوا بواقع النقل في المنطقة الذي جعلهم يعيشون في عزلة شبه تامة بسبب النقص الكبير في أعداد حافلات النقل مما يضطرهم للانتظار لساعات طويلة من أجل مرور حافلة واحدة كل أربع ساعات، ناهيك عن أن ذلك أوقعهم ذلك ضحايا الاستغلال من طرف أصحاب سيارات “الفرود” الذين يفرضون عليهم منطقهم مستغلين الأزمة الحاصلة لملئ جيوبهم.
النفايات وغياب الحاويات
أثار الانتشار الرهيب للنفايات بالحي المشار إليه، استياء شديدا وسط السكان المتذمرين من تدهور الوضعية البيئية في المنطقة، أين أصبح الأمر خطرا حقيقيا يهددهم في ظل الأمراض والأوبئة التي تسببها والروائح الكريهة المنبعثة، ناهيك عن تكاثر الحشرات وتحول النفايات المتراكمة لملجأ للجرذان والكلاب الضالة، والتي زادها انعدام الحاويات سوءا.
وأمام الوضع القائم يطالب المعنيون من الجهات الوصية فتح تحقيق في أشغال المشروع وإزاحة الغموض بخصوص كيفية التكفل بالأشغال المتبقية ومعرفة ما أذا سيتم استدعاء الترقية العقارية المعنية أو ما إذا تم وضعها في القائمة السوداء مع تحديد مقاولاتية أخرى لاستكمال ما تبقى منه.