د/ السبتي سلطاني
يستعد الأشقاء في تونس إلى استضافة البطولة العربية لألعاب القوى التي اعتذرت عنه الشقيقة سورية في آخر لحظة، وما شدّ انتباهي أن المنظمين عمدوا إلى دعوة أسطورتين من أساطير ألعاب القوى التونسية لحفل افتتاح هذه المنافسة إيمانا منهم بأن هذا السلوك شكل من أشكال رد الجميل لمن قدم لبلدهم أفضل صورة أمام العالم، هذا السلوك دفعني للتساؤل عن موقفنا من أساطير الرياضة الجزائرية، كيف حالهم اليوم بعدما طواهم النسيان أو كاد؟ ثم هل من لفتة كريمة من القائمين على مختلف الاستحقاقات تجاههم.
مرّت بعض الاستحقاقات الإقليمية والدولية في الجزائر دون أن نتذكر هؤلاء الأبطال الذين قدموا للراية الوطنية زهرة شبابهم دون أن يتذكرهم أحد، من المؤكد أن البعض منهم ليس بحاجة إلى المال بقدر ما هو بحاجة إلى دعوة كريمة لحضور افتتاح مناسبة كبيرة، والبعض منهم تمنعه كرامته من استجداء أي أمر من أي كان لأنه جبل على حفظ ماء وجهه رغم حاجته الكبيرة إلى التذكر.
متى يدرك القائمون على الرياضة عندنا أن الأبطال الذين رفعوا راية الجزائر خفاقة في سماء الدنيا هم بأمس الحاجة إلى السؤال عنهم وتذكر أمجادهم؟ طبعا أنا على يقين بأن الكثير من أبناء هذا الجيل لا يسمعون عن موسى مصطفى المتوج ببرونزية لوس أونجلس الأمريكية في أولمبياد 82 في الملاكمة، ولا المرحوم حسين سلطاني المتوج بذهبية أولمبياد أطلنطا الأمريكية عام 96، وغيرهم من الأبطال الذين غمرهم التجاهل وطواهم النسيان.
ختاما ما أحوجنا إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف والامتنان لأولئك الذين كرسوا حياتهم لخدمة هذا الوطن في مختلف المجالات…. تحياتي.