وردة قانة
عالجت، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، جنحة عدم التبليغ عن جناية اختطاف واحتجاز شخص دون أمر من السلطات المختصة المتورط فيها المسمى”ع.س”، وذلك إثر قيام كل من “ع.ف.د”، و”ل.ع.ل”، بتنفيذ عملية اختطاف سائق حافلة لنقل المسافرين المسمى “س.ف” لطلب 50 مليون كفدية، حيث قضت هيئة المحكمة ببراءة المتهم “ع.س” بينما تم إدانة الفاعلين في محاكمة سابقة تصل إلى 5 سنوات سجنا نافذا.
وقائع القضية تعود إلى تاريخ 04 ماي 2022، في حدود الساعة الثامنة مساء حيث تقدم إلى مصالح الضبطية القضائية المسمى “م.ع” بغرض التبليغ عن تعرض شقيقه المسمى “س.ف” إلى الاختطاف من قبل أربعة أشخاص مجهولين، كانوا على متن دراجات نارية على مستوى شارع “الصديق بن يحي” بالقرب من متوسطة خليج المرجان بعنابة، ولدى سماع المدعو “م.ع” صرح أنه بتاريخ 04 ماي 2022 في حدود الساعة الثالثة والنصف مساء تلقى اتصالا من طرف قابض الحافلة التي يعمل على متنها شقيقه الضحية كسائق، ويتعلق الأمر بالمسمى “ب.ع”، وأخبره بأن شقيقه المسمى “م.ف” تم اختطافه من قبل أشخاص مجهولين كانوا على متن دراجات نارية على مستوى شارع “الصديق بن يحي” بالقرب من متوسطة خليج المرجان، وذلك أمام مرأى المسافرين الذين كانوا على متن الحافلة، وبعد حوالي 15 دقيقة اتصل به المشتبه فيهم وطالبوه بفدية مالية قدرها 50 مليون سنتيم لإطلاق سراحه، فيما صرح قابض الحافلة المسمى “ب.ع” لدى سماعه، أنه بتاريخ الوقائع أثناء مزاولته لعمله كقابض بالحافلة رفقة السائق المسمى “م.ف”، على الخط الرابط بين محطة المسافرين سوداني بوجمعة وشاطئ ريزي عمر، ولدى توقف السائق بالمحطة بجانب ثانوية واد القبة وبينما كان بصدد استلام تسعيرة التذاكر من الركاب من خلف الحافلة، سمع صراخ وضجيج بمقدمة الحافلة فظن أنه هناك خلاف وقع بين شخصين ليتم إعلامه بعدها من قبل بعض الركاب بأن أشخاص مجهولين قاموا بإرغام السائق على النزول مع تحويله خلف الحافلة، فقام بتقصي الأمر إلا أنه لم يستطع اللحاق بهم وشاهد بعدها السائق المدعو “ف” على متن دراجة نارية من نوع “فيسبا” بيضاء اللون وسط شخصين، وتتبعه دراجتين ناريتين من نفس النوع كل واحدة على متنها شخص واحد سالكين نفس الشارع باتجاه المستشفى الجامعي ابن رشد، وأضاف أنه لا يملك أي معلومات على المشتبه فيهم وأن المدعو “ف” لم يقم بأي ردة فعل أو مقاومة للمشتبه فيهم تدل على تعرضه للاختطاف، ولم يشاهد أي شخص على متن الدراجات النارية وهو حامل لسلاح أبيض، وقد اتصل بشقيقه “م.ع” وصاحب الحافلة وأخبرهما بأن السائق قد غادر المكان رفقة مجهولين على متن دراجة نارية تاركا الركاب والحافلة بالمكان دون سبب واضح.
وبفتح مصالح الضبطية القضائية للتحقيق تم التوصل إلى تحديد موعد مع الخاطفين، من أجل تسليم الفدية واستلام الضحية بوساطة من صديق الضحية وتم تحديد مكان للمبادلة على مستوى حي سيدي عيسى وهي العملية التي كللت بالنجاح وتحرير الضحية، وتوقيف الوسيط مع حجز دراجته النارية وتعلق الأمر بالمسمى “ع.س، فيها كشف الضحية أنه تعرض للاختطاف من قبل مجموعة من الأشخاص يجهلهم كانوا على متن دراجات نارية قاموا بتهديده بالأسلحة البيضاء فاستجاب لهم خوفا على سلامته الجسدية، ليتوجه بعدها معهم إلى حي بوخضرة البوني وبالضبط إلى البنايات الفوضوية وقاموا باحتجازه هناك، ولدى وصوله إلى البناء الفوضوي وجد في انتظاره أربعة أشخاص آخرين من بينهم فتاة يجهلهم جميعا، وقد تم اختطافه من قبل أحدهم مؤكدين له أنه سيبقى محتجزا إلى غاية قيام شقيقه “م.ع” بدفع مبلغ مالي قدره 50 مليون سنتيم، وأن طيلة فترة احتجازه كانت تلك المجموعة على تواصل مستمر مع شقيقه مضيفا أن أثناء احتجازه تعرض إلى التعنيف الجسدي مع التهديد بالتصفية، مضيفا أنه حاول معهم في العديد من المرات معرفة سبب اختطافه وحجزه دون جدوى.