يبدو أن فشل الفرق الجزائرية أصبح عادة في السنوات الأخيرة، بعد أن طغت عقلية “المهم المشاركة”، إثر إقصاء كل من شباب قسنطينة من الدور التمهيدي المؤهل لدوري أبطال أفريقيا على يد بطل تونس النجم الرياضي الساحلي الذي جدد فوزه على السياسي في لقاء العودة بهدف مقابل صفر.
وشرب فريق جمعية الشلف من كأس الإقصاء بعد فشله في التأهل على الرغم من فوزه بهدف لصفر إلا أنه أقصي بركلات الترجيح على يد باندل النيجيري.
المهم المشاركة
“المهم المشاركة” هي عادة وعقلية بعض الفرق الجزائرية خلال مشاركاتهم القارية، حيث يعتبرون التواجد في الأدوار التمهيدية للمنافسات القارية إنجازا كبيرا، وينتهي حلمهم عند هذا القدر، في صورة تؤكد محدودية طموحات الفرق الجزائرية، حيث يعتبر المسؤولون على كل من شباب قسنطينة وكذا جمعية الشلف الوصول إلى الأدوار التمهيدية إنجازا، وهذه أيضا عادة أغنى فريق في الجزائر شباب بلوزداد، الذي اعتبر مدربه السابق التونسي الوصول إلى ربع النهائي إنجازا كبيرا، يحتفل به.
أموال طائلة دون جدوى
في سبيل الوصول إلى محطة المشاركة في منافسة قارية تصرف النوادي الجزائرية أموالا طائلة من المال العام والخاص، إلا أنها تعجز عن التأهل إلى مرحلة متقدمة من الأدوار، وما تصرفه أكثر مما تجنيه بكثير، والدليل على ذلك أغنى فريق في الجزائر شباب بلوزداد يمتلك أفضل لاعبي البطولة إلا أنه لم يتجاوز حاجز الدور ربع النهائي في آخر أربع مشاركات، على عكس اتحاد العاصمة المتوج بلقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية بميزانية أقل بكثير من عدة فرق أخرى، ويبدو أن خلل الكرة الجزائرية ليس وليد الصدفة أو لكثرة الأموال وقلتها، وإنما يكمن حسب أهل الاختصاص في طريقة التسيير.
نببؤ بولحبيب صدق
تنبأ المدير الرياضي العام لنادي شباب قسنطينة محمد بولحبيب بإقصاء فريقه من الدور التمهيدي المؤهل لمجموعات دوري أبطال أفريقيا، متحججا بالتخلف في التحضيرات، وفارق الإمكانيات بين المتأهل على حسابه النجم الرياضي التونسي، قبل لقاء الذهاب الذي خسره الفريق بهدفين لصفر، واعتبر بعض المختصين في شؤون كرة القدم بأن تصريح “سوسو” كان انهزاميا وأحبط من معنويات لاعبيه، في حين يرى البعض الآخر بأنه تنبأ ووصف الواقع الذي تحقق بعد عناء طويل في البطولة للحصول على المرتبة الثانية إلا أنه غادر المنافسة قبل أن تنطلق، أمام بطل الدوري التونسي في النسخة الأخيرة، وبذلك يبقى شباب بلوزداد الممثل الوحيد للجزائر في هذه دوري أبطال أفريقيا خلال الأدوار المقبلة.
رحيل عمراني أثر على الشلفاوة
لعب المدرب عبد القادر عمراني دورا كبيرا في فوز فريق جمعية الشلف بلقب كأس الجمهورية على حساب شباب بلوزداد، ما خول له التأهل للدور التمهيدي المؤهل لمجموعات كأس الكونفيدرالية الأفريقية، إلا أن مغامرته سرعان ما انتهت على يد فريق باندل النيجيري، ودافع البعض على “الشلفاوة” بأن رحيل عمراني أثر على الفريق كثيرا، علاوة على التأخر الكبير في التحضيرات رغم تقديم “الجوارح” أداء جيدا في كلا المباراتين، هذا أبدى مدرب أولمبي الشلف، عبد القادر يعيش، أسفه لخروج فريقه من الدور التمهيدي الأول لكأس الكاف، مرجعا ذلك لعدة أسباب، حيث صرح، عقب اقصائهم أمام فريق باندل النيجيري: “للاسف هذه هي كرة القدم، رغم أداء لاعبينا أقصينا من الدور الأول لكأس الكاف”، كما أضاف: “افتقدنا الفعالية الهجومية في هذه المباراة، كوننا لم نحظ بالوقت الكافي لتحضير هذه المباراة بجدية”، وتابع عبد القادر يعيش: “أداء لاعبينا كان مقبولا على العموم باستثناء نقص الفعالية أمام المرمى، والآن سنحول تركيزنا إلى البطولة الوطنية”
بوغرارة أثبت محدوديته
يُرجع العارفون بخبايا كرة القدم الجزائرية أن إخفاق شباب قسنطينة في الوصول إلى دوري المجموعات على يد النجم التونسي، إلى محدودية مدرب الفريق اليامين بوغرارة، خاصة في لقاء الذهاب بعد أن عجز عن إيجاد حل على مدار 180 دقيقة، كما أن الفريق التونسي فاز على نظيره الجزائري في لقاء الإياب بهدف مقابل صفر، و تلقى فريق بوغرارة 3 أهداف، وعجز عن تحقيق الفوز.
بداية غير موفقة والآمال معلقة على اتحاد العاصمة
تقلص عدد مشاركة الفرق الجزائرية في المنافسات القارية بعد فشل كل من شباب قسنطينة وجمعية الشلف في التأهل لدور المجموعات من منافستي دوري أبطال أفريقيا و كأس الكونفيدرالية الأفريقية على التوالي، وبالتالي فإن المشاركة الجزائرية القارية ستكون محصورة بين شباب بلوزداد بطل الدوري الجزائري للمرة الرابعة على التوالي، وبين اتحاد العاصمة صاحب لقب كأس الكاف الأخير، والذي تعلق عليه آمالا كبيرة للفوز بلقب كأس السوبر الأفريقي في الـ 15 من الشهر الجاري عندما يلاقي الأهلي المصري في السعودية.
الجمهور هو الخاسر الأكبر
يطمح أنصار الفرق الجزائرية في رؤية فريقهم يتألقون في المنافسات القارية مثل النوادي المغربية ” الرجاء، والوداد”، ومثل الفرق المصرية على غرار “الأهلي المصري، والزمالك”، فيما تعيش الفرق الجزائرية فترة فراغ، انتهت بشكل مؤقت بفضل تتويج اتحاد العاصمة بكأس الكونفيديرالية في النسخة الأخيرة، ليبقى الجمهور الجزائري، الخاسر الأكبر بعد تأجل صحوة فرقهم وتألقهم في المنافسات القارية، خاصة جمهور شباب بلوزداد الذي سئم فشل فريقه المتواصل في دوري أبطال أفريقيا.
فترة فراغ في تكوين اللاعبين
لا يختلف اثنان في كون أن المدرسة الجزائرية في تكوين اللاعبين تراجعت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، حيث لم تعد تصدر اللاعبين مثلما في السابق، بما فيها نادي بارادو الذي لم يصدر لاعبيه، في أخر موسمين ـ فشل تيطراوي في الانتقال إلى دينامو زغرب الكراوتي ـ، ويصنع فريق اتحاد العاصمة الفارق في هذا الموسم، حيث شهد التربص الأخير للمنتخب الوطني تواجد 4 لاعبين ويتعلق الأمر، بهيثم لوصيف وأيمن محيوص المحترفين حاليا في الدوري السويسري، وأسامة شيتة، وكذا زين الدين بلعيد.
بلماضي على حق
تعرض الناخب الوطني جمال بلماضي لموجة من الانتقادات من قبل بعض المحللين، وفي منصات التواصل الاجتماعي، كونه لا يعتمد على اللاعبين المحليين، وفي كل فشل للفرق الجزائرية، يتأكد بأن بلماضي على حق، ولا يعتمد على اللاعب المحلي نظرا لمحدوديته، على الأقل في السنوات الأخيرة، لأن عودة الخضر إلى الواجهة قبل عشر سنوات كانت بفضل لاعبين من خريجي البطولة الوطنية، على غرار، حليش، شاوشي، بن سبعيني، سليماني، عطال،سوداني، والبقية.
شعيب بوسلامة