مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

 

الكثير من الأحياء عندنا أصبحت لا تطاق، وتحول العيش فيها إلى معاناة حقيقية، ولا يأتي هنا من يقول لي أن ذلك بسبب تقصير هذه الإدارة أو تلك، فكما قال بوضياف “الشر فينا والخير فينا”، وكما قال الشاعر الخير في الناس مصنوعا إذا جبروا، والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا، فلو كنا فعلا نبتغي الحياة الكريمة ما كانت أحياؤنا على هذه الشاكلة، ما كان البعض منا يضع كيس الخبز اليابس بجانب العمارة ليشجع النمل والجرذان على التكاثر، ثم يأتي جامع الخبز ليفرغ الكيس من محتواه ويرميه في الشارع لتذرو به الرياح، لو كنا فعلا نريد الحياة الكريمة لما انتظرنا البلدية خاصة إن كان القائمون عليها مقصرين لتطهر محيطنا من الحشائش الضارة، و والله إني تألمت وأنا أرى بأم عيني في حي 8 مارس بعنابة الحشائش وقد حاصرت المدخل الرئيسي للعمارة وتسلقت شرفات مساكن أهلها موتى وليسوا أحياء، ولو كانت عندنا فعلا جمعيات أحياء حقيقية لم تنشأ لمقابلة الوالي ومجالسة رئيس الدائرة والبلدية معتقدة أن ذلك شرفا يكفيها لما كان حال أحيائنا كما هو اليوم في غياب مبادرات جادة لجمعيات الأحياء تحرض فيها سكان تلك الأحياء على التطوع ولو مرة واحدة كل أسبوع لتنظيف الحي وتنقيته من الظواهر المشينة، ولما لا الأخذ بزمام المبادرة بدهن العمارات وحملات التشجير وغرس الأزهار والورود ورعايتها، مع تحسيس أطفال الحي بأهمية البيئة والحياة فيها بكرامة، وهذا هو الدور الحقيقي للجمعيات والمجتمع المدني الفاعل والفعال الذي تعول عليه الدولة ويعول عليه الشعب، ولا يمكننا في الأخير إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

لا تتركوا الحمقى على رأس الجمعيات

سارة معمري