مصالح المواطنين علقت دون سابق إنذار !
لمين موساوي
اتهم المدير العام لـ”بريد الجزائر”، لؤي زيدي، أمس، محرضين بدفع عمال البريد في بعض المراكز للدخول في إضراب مفاجئ عن العمل غير قانوني وغير شرعي.
وقال زيدي في تصريح للتلفزيون العمومي، أن الدعوة للإضراب قامت بها حسابات مجهولة عبر نداءات مشبوهة في موقع “فايسبوك”، مؤكدا أن إضراب بعض العمال جاء تلبية لنداءات مجهولة عبر “الفيسبوك”، وأضاف بالقول أنه جاء في ظرف اختير بدقة، تزامنا مع صب منحة البطالة، مشيرا إلى أن نسبة الاستجابة لدعوات التوقف عن العمل لم تتعد 15 بالمائة على المستوى الوطني.
وكشف المتحدث، أن مصالحه بصدد رفع دعاوى قضائية ضد الأشخاص الذين قاموا بالتحريض على الإضراب والترويج للنداءات المشبوهة في شبكات التواصل الاجتماعي، لأن الإضراب يتم عبر ضوابط، مجددا التأكيد على أن التوقف عن العمل كان غير شرعي.
كما دعا عمال القطاع إلى التحلي بالوعي واليقظة، مشيرا إلى أن المؤسسة قطعت أشواطا كبيرة نحو التطور والعصرنة، في نفس الوقت أكد أن قطاعه يولي اهتماما خاصا لعمال الشبابيك، وشدد المدير العام لـ”بريد الجزائر”، على أن الإدارة فتحت حوارا مع جميع عمال بريد الجزائر في وقت سابق وهو مستمر من أجل التكفل بجميع الانشغالات.
ودخل عدد من عمال مكاتب البريد على المستوى الوطني أول أمس، في إضراب مفاجئ ما خلف مشاكل مع الزبائن وطوابير للراغبين في سحب أموالهم أو إجراء عمليات مالية.
وحسب بيان المضربين فإن مطالب العمال تتضمن الزيادة في أجور جميع عمال البريد، تطبيق وعود الإدارة حول تمكين كل عامل من يومين راحة، المساواة ورفع قيمة منحة المردودية الفردية والجماعية، الزيادة في منحة الأرباح السنوية لجميع عمال البريد وصب منحة “كوفيد-19″%، كما دعا المحتجون الذين أعلنوا عن إضراب مفتوح إلى حرية العمل النقابي مع إنشاء نقابة كما هو منصوص عليه في الدستور.
وفي تعليق عن الإضراب، انتقد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، في منشور عبر صفحته على فيسبوك إضراب عمال البريد، متسائلا عن حق المواطن في الإشعار بالإضراب، بعدما تفاجأ الزبائن بالإضراب في بداية الأسبوع، وأردف أنه “من حق كل موظف المطالبة بحقوقه ولكن دون هشم حقوق الآخرين.”
مصالح المواطنين توقفت دون إخطار بعنابة !
تسبب إضراب عمال البريد بعنابة في غضب وسخط المواطنين، الذين كانوا ينتظرون العطلة الأسبوعية من أجل سحب معاشاتهم أو القيام بالعمليات المصرفية البريدية المختلفة، حيث تنقلت “الصريح” صباحا، إلى مركز البريد بعاصمة الولاية، أين لوحظ انتظار المواطنين أمام مبنى القباضة الرئيسية أملا منهم في إلغاء الإضراب وعودة العمال إلى مكاتبهم قبل أن يتم فتح شباك وحيد.
وعبر عدد من زبائن البريد الذين تنقلوا من عدة أحياء بمن فيهم كبار السن عن غضبهم الشديد إزاء إضراب العمال، مشيرين في السياق ذاته، إلى توقفهم دون إخطار ما جعلهم في مأزق مع المتعاملين. من جهة أخرى، تتعطل مصالح المواطنين خاصة وأن الأمر يتعلق بالمعاملات المصرفية.
كما تساءل آخرون عن حقوق المواطن في الإشعار المسبق بالإضراب في إشارة منهم، إلى أن الحركة الاحتجاجية لا ينبغي أن تأتي فجأة دون مراعاة مصالح المواطنين، وأنه من حق كل موظف المطالبة بحقوقه لكن دون هضم حقوق الآخرين.