تعيش مدينة عنابة أزمة مرورية متزايدة نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تعطل الإشارات المرورية وعدم إعادة طلاء ممرات الراجلين في العديد من المناطق الحيوية، ما أثر بشكل مباشر على حركة المرور وساهم في تفاقم الوضع المروري في المدينة.
فمنذ مدة تعاني العديد من الشوارع الرئيسية في مدينة عنابة من تعطل إشارات المرور، على غرار حي “بوسيجور” حيث تعرف المنطقة توافدا كبيرا للمواطنين والسيارات وهو ما يؤدي إلى فوضى مرورية غير مسبوقة، مع غياب التوجيهات اللازمة لتنظيم الحركة، وتكون المنطقة عرضة لوقوع الحوادث المرورية بسبب عدم وضوح القواعد التي يجب أن يتبعها السائقون.
إلى جانب تعطل الإشارات المرورية، يُعاني المشاة في مدينة عنابة من مشكلة أخرى تتمثل في عدم إعادة طلاء ممرات الراجلين في الكثير من الشوارع، كما أن غياب طلاء ممرات الراجلين يضاعف من مخاطر تعرض المشاة لحوادث الدهس من قبل المركبات، خاصة في الأماكن ذات الكثافة المرورية العالية مثل وسط المدينة أو بالقرب من الأسواق والمراكز التجارية.
ومن أبرز الأماكن التي تعرف عدم تهيئة وإعادة ممر الراجلين فيها الطرقات الرابطة بمحور دوران سيدي إبراهيم في مدخل المدينة، إذ زال الطلاء الذي يحدد مكان عبور المارة، سواء على مستوى الطريقين المؤديان لوسط المدينة، أو الطريقين المؤديان لخارج المدينة.
وأيضا على مستوى الطريق المؤدي لغرب المدينة، وكذا الطريق المؤدي للميناء، ما يعيق تعرف المارة على مكان العبور، بالإضافة إلى التساقط الكبير للأمطار في هذه الفترة ما يزيد من صعوبة الرؤية لدى السائقين، وهذا ما قد يشكل خطرا كبيرا على المواطنين، وغيابه يعد سببا في حوادث سير قد تكون مميتة.
ورغم أن الراجلين لهم الأولوية في قانون المرور، إلا أن المواطنين لا يجدون هذا مجسدا منذ مدة، بالإضافة إلى أن المنطقة تعرف حركة كبيرة للراجلين كونها بجانب محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات، بالإضافة إلى مكان توقف الحافلات وسيارات الأجرة الناشطة على خطوط مختلف البلديات والمناطق.
ما يجعلها تعج بالمواطنين وتبقيهم في عبء متواصل يتجدد يوميا طالما لم تتهيأ، وتعد هذه الممرات من أهم وسائل تأمين عبور المشاة بين جانبي الطرق.
إذ أصبحت اليوم غير مرئية في بعض المناطق خاصة مع مرور الوقت، ليواجه المواطنون صعوبة بالغة في عبور الشوارع بشكل آمن في ظل هذه الظروف وتأخر تهيئة هذه الخطوط، حيث يصبح من الصعب تحديد أماكن العبور المعتمدة.
ومن جهة أخرى، فإن المنطقة لا تحتوي على ممر علوي ما يجعله تهديدا حقيقيا لحياة المواطنين، وهذا ما يؤدي بالراجلين إلى إنتظار توقف السيارات من أجل عبور الطريق وذلك لمرورها بسرعة كبيرة خصوصا وأنه يعرف حركة مرورية كبيرة.
و كذا عدم احترام بعض السائقين للقانون وحق الراجلين في أسبقية المرور، وهم يشاهدون محاولات هؤلاء المتكررة لعبور الطريق بنوع من الخوف والحذر، خاصة كبار السن الذين يجدون صعوبة كبيرة في قطع الطريق وكثيرا ما يستنجدون بشرطة المرور على مستوى محور الدوران وعمال الشرطة على مستوى محطة نقل المسافرين، لوقف السيارات لعبورهم بأريحية.
إن تعطل الإشارات المرورية وعدم وضوح ممرات الراجلين لا يقتصر تأثيرهما على فوضى السير فحسب، بل يسهمان بشكل كبير في زيادة اختناقات المرور وتهديد حياة المواطنين.
فعندما تتوقف الإشارات عن العمل، يجد السائقون أنفسهم في وضع من الفوضى حيث يتحرك الجميع بحرية دون أي إرشادات محددة، مما يؤدي إلى توقف الحركة وازدحام الشوارع، لاسيما في ساعات الذروة.
يوسف مطياف