مغني الشعبي جلال شارف لـ “الصريح”: “آمل أن يحظى الشباب العنابي بجمعيات ومدارس تعدهم لدخول عالم الشعبي”

 

حواره عبد المالك باباأحمد

كانت ولازالت عنابة قبلة للعديد من مشايخ الشعبي ومغنيه، قصدها العنقى، الزاهي، القروابي، عزيوز وغيرهم الكثير، حلوا بها وعزفوا في أعراسها، علموا فيها وتعلموا منها، وهاهو الشيخ جلال شارف يزورها ويخص الصريح بحوار شيق.

من هو جلال شارف؟

جلال شارف من مواليد 1980 بولاية العاصمة، مغني شعبي منحدر من عائلة فنية بدأت الفن منذ أن كان عمري 10 سنوات أين عزفت على الآلات الإيقاعية على غرار “الدربوكة” و”الطار”ثم تدرجت شيئا فشيئا حتى أصبحت “شيخا”

 

حدثنا عن مسيرتك الفنية

كما قلت بدأت في سنوات مبكرة أين احترفت العزف على الآلات الإيقاعية، وبعد مدة شجعني الشيوخ الكبار من أهل الاختصاص على الغناء لما رأوا في من موهبة، حيث بدأت في إحياء الحفلات والأعراس، صحيح لم أنتم يوما لجمعية ثقافية موسيقية وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الجو الموسيقي الذي نشأت فيه والذي وجهني أيما توجيه في حياتي الفنية.

أول من أثر في هو جدي المدعو “الحاج يوسف الفحصي” الذي كان من أوائل المؤسسين لجمعية الفن والأدب بالعاصمة، إضافة إلى الحاج محمد العنقى ثم الهاشمي قروابي، أعمر الزاهي، وأرى أن جميع فناني الشعبي تلاميذ مباشرون وغير مباشرين للحاج محمد العنقى، كما كان لي كذلك ارتباط قوي بالشيخ عزيوز رحمه الله، الشيخ “ديدين” وغيرهم الكثير.

 

يرى الكثيرون أن الشعبي حكر على العاصمة ما رأيك؟

جميع مشايخ العاصمة مروا بعنابة؛ صحيح أن الشعبي عاصمي النشأة والأصل بامتياز، لكن ذلك لا يعني انحساره في العاصمة، يوجد الكثير من الشيوخ المتمكنين بعنابة على غرار الشيخ خروف، الشيخ براهيم باي، الشيخ ديدين، الشيخ عمار قرفي، وغيرهم الكثير.

أرى أن الشعبي خرج منذ زمن طويل من العباءة العاصمية وانتشر في جميع ربوع الوطن، ولكل منطقة مميزاتها الخاصة ولمستها المميزة التي أثرت بها في هذا الفن، يوجد شيوخ متمكنون في جميع أنحاء الوطن على غرار مستغانم، بجاية، قالمة، وحتى غرداية، الشعبي وصل حتى الصحراء وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رسالة الشعبي النبيلة البعيدة كل البعد عن الجهوية

هل يوجد جهود في تجديد الشعبي؟

الشعبي مبني بالدرجة الأولى على جوهر التجديد، فالعنقى أتى مجددا ومغيرا للنمط الموسيقي السائد آنذاك وبعده أتى الشاعر والملحن محبوب باتي الذي أتى هو الآخر بنوع موسيقي جديد هو “الشونصونات” التي أداها كل من أعمر الزاهي، القروابي، شاعو وغيرهم، وبعدها أتى الشيخ عزيوز الذي قام بمزج أنماط المالوف في الشعبي، وبعده كمال مسعودي ودحمان الحراشي.

لا أنفي حركة تجديدية أخرى في هذا الفن فالكثير من الفنانين الشباب لازالوا يبحثون في إمكانياته وذلك دون المساس بأسسه، أنا ضد الـ “النيو شعبي” الذي يعبث بأسس هذا الفن فالتجديد لا يجب أن يكون في جذور الشعبي إنما في فروعه.

ما رأيك في ظاهرة إعادة تأدية القصائد؟

أرى أنه من الأولى البحث في القصيد التقليدي القديم الذي لم يغن كله، حيث يصطلح عليه أهل الاختصاص بـ “القصيد المفقود”، ويوجد الكثير من الباحثين الذين يعملون بجد للبحث عن هذا النوع على غرار خالد شعلان من مستغانم الذي حقق الكثير من القصائد، بالإضافة إلى عبد القادر بن دعماش وعبد الحليم طوبال، وأرى أن البقاء إعادة تأدية القصيدة القديمة مخالف لجوهر الشعبي ونحن لم نغن ربع القصيد الموجود.

ومن جهة أخرى يوجد العديد من الشعراء المعاصرين الذي أبدعوا في كتابة القصائد، على غرار الشيخ زروق داغفالي، محبوب باتي، خالد سفيان، ياسين أوعابد، كمال شرشار والكثير غيرهم ولا أظن أننا نعيش أزمة في كتابة القصائد الحديثة.

بين أعراس الماضي والحاضر، أيهما تفضل ؟

الماضي دون أدنى شك، عرس الشعبي في الماضي كان له ناسه الذين يحضرون من أجل سماع “القصيد” والتمعن في معانيه بكل هدوء ووقار، أما الآن فالأمر مختلف، الجميع يأتي للاستعراض وإثارة الجلبة، كما أرى أن الماضي أجمل بكثير من الحاضر، وهذا رأيي الشخصي.

ما رأيك في الفنانين الشباب بعنابة؟

لا يوجد “شيوخ” شباب بعنابة وأصغر الفنانين هنا عمره 40 سنة، أظن أن المشكل يعود بالدرجة الأولى إلى غياب الجمعيات الموسيقية بعنابة، وأنا متيقن أنه يوجد الكثير من الشباب يريدون الانخراط لكنهم لم يجدوا مكانا يبرزون فيه مواهبهم، لو وجدت مدارس خاصة بالشعبي في الولاية لكان الأمر مختلفا بالتأكيد لكن مع غياب التكوين والتحفيز سيظل الوضع كما هو ولن يتغير، آمل أن يحظى الشباب العنابي بجمعيات ومدارس تعدهم إعدادا احترافيا لدخول عالم الشعبي عن دراية.

ماهي نصيحتك للفنانين الشباب؟

أنصح الشباب العازمين على دخول عالم الشعبي والاحتراف فيه بالتعلم باستمرار ممن هم أعلم منهم، وأن يتركوا الخوف والتردد جانبا، لا يوجد أي عيب في الخطأ، بل هو ضروري للتعلم، كما أحثهم على الانخراط في الجمعيات والتتلمذ على أيدي شيوخ متمكنين من أجل أخذ الصنعة بقواعدها وأسسها الصحيحة.

مقالات ذات صلة

توافد جماهيري غفير على مشاهدة فيلم بن مهيدي

sarih_auteur

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

taha bensidhoum