صونيا خطاط
تعيش ولاية قسنطينة على وقع مشكلات كبيرة في قطاع الصحة، وهذا ما كشف عنه والي الولاية، عبد الخالق صيودة، خلال إلقاء كلمته في الدورة العادية الثالثة لسنة 2023 للمجلس الشعبي الولائي. من بين هذه المشكلات، جاء تسيير مستشفى الجامعي ابن باديس بوضعه الحالي، والذي شهد حادثة سرقة مكيفات هوائية تبرع بها محسنون لتخفيف حرارة الصيف عن المرضى.
وأوضح الوالي صيودة أن مستشفى الجامعي ابن باديس تلقى تمويلا بلغ 87 مليار سنتيم من أجل تحسين مرافقه وخدماته، بما في ذلك أقسام مثل الاستعجالات وأمراض القلب والتخدير والإنعاش وجراحة الأعصاب. إضافة إلى ذلك، تم تخصيص 32 مليار سنتيم لاقتناء التجهيزات الطبية و 175 مليار سنتيم لإعادة تأهيل مصلحة علاج السرطان وتجهيزها.
ومع ذلك، أعرب الوالي عن عدم رضاه عن كيفية تسيير المستشفى الجامعي وأداء إدارته الحالية. وقال إن الإدارة الحالية لا تتناسب مع احتياجات سكان قسنطينة والولايات المجاورة. ولهذا السبب، طلب من وزير الصحة اتخاذ إجراءات ردعية وعقوبات ضد إدارة المستشفى مضيفا أن التحقيقات جارية حول الميزانية المخصصة لتسيير المرفق. وصرح أن المشاكل مسجلة في تسيير مستشفى ابن باديس بشكل يومي، حيث ذكر أن المرضى عانوا من انعدام الخبز خلال الأسبوع الماضي، حتى تبرع مقاول بـ 700 خبزة لتغطية العجز.
وأوضح المصدر نفسه أن هذا الوضع «غير مقبول البتة، فهناك تسيب في تسيير هذا المرفق الهام»، كما انتقد المدير العام للمستشفى، موضحا أنه «عين دون استشارة الوالي»، لكنه «منحه فرصة رغم ذلك». وكشف والي قسنطينة عن حادثة وقعت خلال فصل الصيف، عندما اتصل به نائب برلماني لينقل إليه معاناة المرضى من ارتفاع درجات الحرارة، حتى قامت مجموعة منهم بالاشتراك في اقتناء مروحة كهربائية، ما جعله يتصل ببعض المحسنين الذين تبرعوا بـ73 مكيفا لفائدة المستشفى، مؤكدا أنه أوصى المدير العام بالإشراف على وضع المكيفات في قاعات المرضى بنفسه، إلا أن الجزء الكبير من هذه المكيفات سُرق، بحسب الوالي، الذي أضاف أن التحقيق حول هذه القضية مفتوح.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي بشكل عام في ولاية قسنطينة، أكد الوالي صيودة أن الوضع “مريض”، ولكنه أشار إلى وجود مشاريع قادمة قد تحسن الأمور. من بين هذه المشاريع توسعة عيادة التوليد في سيدي مبروك و عيادات متعددة الخدمات بعلي منجلي و المخبر الجهوي للمواد الصيدلانية. وأشار إلى أن السلطات الولائية اقترحت تسجيل مشاريع عيادات متعددة الخدمات في عام 2024.
بجانب القطاع الصحي، تناول والي قسنطينة واقع مختلف القطاعات التنفيذية في الولاية، وأشار إلى التحسن في قطاع الشباب والرياضة بعد تعيين مدير جديد. وتم تسجيل عدد من المشاريع في هذا القطاع تحسينًا للوضع.
على صعيد آخر، تم الإشارة إلى تنفيذ مشاريع تحسين البنية التحتية في مجال الكهرباء الريفية والغاز، بالإضافة إلى مشاريع الأشغال العمومية. وجاء ذلك في إطار جهود الولاية لتحسين البنية التحتية وتوفير خدمات أفضل للمواطنين.