مهرجان الإنتاج المسرح النسوي.. ندوة فكرية تسلط الضوء على واقع مسرح الطفل بين الواقع والمأمول

ملاك زموري

أكد مخرجون وكتاب جزائريون أن على المسؤولين تكوين هيئة وطنية لمسرح الطفل  لتدريس هذا الفن بالمؤسسات التعليمية،واقترحوا تنظيم ورشات تكوينية حول مسرح الطفل بالطبعات القادمة للمهرجان، وذلك خلال ندوة فكرية بخصوص “الكتابة المسرحية للطفل” بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، على هامش فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الإنتاج المسرح النسوي.

أكد المخرج المسرحي، عمر فطموش، في حديثه مع “الصريح”، أن هناك العديد من الكاتبات أبدعن في كتابة مسرح الطفل على غرار كنزة مباركي،فايزة مليكشي، وليندة سلام في مسرحية “عهد الأصدقاء”، وقال ذات المتحدث “أتمنى أن تكون هيئة وطنية على مستوى وزارة الثقافة ووزارة التربية خاصة بمسرح الطفل وإلحاقه بالتعليم وتوفير الوسائل والامكانيات لكل من يعمل في المسرح، لأن هذا الفن يبني شخصية الطفل ويساعد في إثراء فكره وتحريك مخيلته.

وتطرق المخرج، في الندوة الفكرية إلى مساهمة المرأة في كتابة مسرح الطفل وفي معاملاتها معه، أين أوضح أن مسرح الطفل يمزج بين التعليم والترفيهلما يتضمنه من معاني وقيم تساهم في تنويرعقولهم، وأن الجنين يسمع الأصوات بدءا من منتصف الشهر الرابع و يمكنه تمييز صوت والدته بشكل واضح دون غيره من الأصوات فهويشعر بالمسرح من خلال سماعه للموسيقى، وبعد 5 سنوات يصبح لديه صديق وهمي مرتبط بأحاسيس غريبة وهو سن الخيال تساهم الأسطورة والحكواتي في انعاشه وتترك في ذهنه الكثير من المظاهر الجميلة، وبعد 7 سنوات يرى الطفل الشخصيات المسرحية على الخشبة، وفي سن 12 يزداد اهتمامه بالمسرح ويتعرف على الشخصيات.

ومن جانبه تدخلت الكاتبة، فوزية لرادي، بمناقشتها حول دور المسرح في تلبية الحاجات الروحية والفنية والجمالية للطفل، باعتباره يخلق إنسان سوي لهإحساس ويحترم الأخر، لذلك يجب على المدرسة أن تفتح فضاء للمسرح وتقوم بورشات في هذا الفن.

وقدمت الباحثة في المسرح، بن محمد محي الدين نسرين، من تلمسان، إشكالية حول قطيعة إنتاج مسرح الطفل في الجزائر، مشيرة أن بداية الإنتاج كانت مع المخرجة حميدة شلالي في مسرحية “السمكة الخضراء”، والمخرجة حميدة ايت الحاج في مسرحية” أغنية الغابة” ومسرحية “النملة والصرصور”، وبعدها توقف الإنتاج لفترةوابتعدتالمخرجات عن الكتابةفي مسرح الطفل.

وقالت الفنانة فتيحة سلطان، ضيفة المهرجان، أن مسرح الطفل قديما كان يدرس في المؤسسات التربوية، وأنها لعبت دور النملة في مسرحية “النملة والصرصور”، وكانت الكشافة الإسلامية والمخيمات الصيفية تنظم نشاطات ثقافية من بينها مسرحيات للأطفال، مؤكدة أن المسرح هو نور وعلم ورسالة نبيلة يجب أن تدرس في المدارس، وأفادت الفنانة عايدة كشود، أن الحكواتي تساهم في توجيه سلوك الطفل وأن مسرح الطفل هو مسرح التربية والثقيف.

وأوضحت محافظة المهرجان ليندة سلام، أنها ستنظم ورشات خاصة بمسرح الطفل سواء في النقد أو الكتابة السينوغرافية خلال الدورات القادمة للمهرجان،وفي نهاية الجلسة الفكرية فتحت الأبواب نحو أفاق جديدة من خلال استفسارات والمناقشات مع الجمهور العرض الذي طرح أسئلة حول محتوى الندوة أهمها هل هناك مسرح مراهق، وهل هناك فرق بين مسرح الطفل ومسرح للطفل.

من جهة أخرى، نظمت خلال الطبعة السادسة للمهرجان ورشة تكوينية في الكتابة الدرامية لفائدة 15 متربصة، من تأطير الناقد المسرحي والسيميائي، يوسف زعفان،وهو أستاذ بمعهد فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان.

وتنقسم الورشة إلى جانب نظري بحث واخر تطبيقي أين تقوم المعنيات بتحليل مسرحيات من التراث العالمي والمحلي وفق قواعد بيداغوجية، حيث تهدف الورشات إلى تكوين كاتبات من خلال اعطاء القواعد الأساسية التي تسمح لهن فهم البنية الدرامية للنص المسرحي وفهم أهم الفروق الجوهرية الموجودة بين فن المسرحية ومايميزها عن باقي الفنون، أين تم التطرق إلى علاقةالنص المسرحي بالعرض،والعناصر الركيزة للعرض المسرحي التي يتعين على كاتب النص المسرحي أخذها بعين الاعتبار، وكذا تمكينهم من اجراء قراءات تحليلية لفهم النصوص المسرحية بطريقة صحيحة وواعية، مع التطرق إلى أهم قواعد الكتابة الدرامية سواء القاعدية أو البنائية من كيفية بناء الشخصيات وأبعادها النفسية والاجتماعية وغيرها، مع مراعاة خصوصية الحوار واللغة وعلاقتها بالشخصية وبناء تصور فضاء درامي وفخم الأليات التي ينتقل منها الفضاء من التخيلي الذي يرسمه الكاتب والذي يجسده المخرج.

 

مقالات ذات صلة

“الأيام الإبداعية الإفريقية” تسلط الضوء على الفنون والصناعات الثقافية

سارة معمري

نحو تأسيس مهرجان غزة الدولي “لسينما المرأة”

سارة معمري

مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. برنامج غني بأفلام تعكس مختلف الثقافات

سارة معمري