يؤسفني السيد جلاوي أن أقول لك ما قد لا تريد أن تسمعه، وربما ما لا يقوله غيري لك وأنا أكلمك مع حفظ المقام الأخ والي ولاية عنابة، الذي استبشرت الولاية بك خيرا غداة تعيينك على رأسها، وكان الرهان عليك حينها لتشفي هذه الولاية من أمراضها التي تعددت وتراكمت وأصابتها في مقتل وجعلتها لا يليق بها وصف الولاية الرابعة على مستوى الوطن، لقد أردت أيها الأخ الوالي في هذا العمود أن أشاطرك ألمي وحزني على ولايتى ووطني، وأملي أن تتقبل هذه الحقيقة مهما كان ألمها ومرارتها، وأتمنى أن لا يصل إليك الانتهازيون والوصوليون وما أكثرهم في محيطك ليظللونك، وبكل محبة يا سيدي الوالي أقول لك تحرك وأدعوك إلى متابعة “فيديو” لأحد عملاء المخزن المدعو رضوان فروحي، وقد وظف واستثمر في واقع أحياء هذه الولاية وهو حي سيدي سالم، ولو أنني أعلم أن ذلك حق ولكنه أريد به باطل، وأن صاحبه الذي استعمله للدعاية يعلم علم اليقين أن الشعب المغربي معاناته أكثر بكثير من معاناة أبناء سيدي سالم، وأنه يجهل أو يتجاهل أن هذا الحي لم يكن إلا أحد محتشدات الاستعمار، وأن ما أنجز فيه بعد الاستقلال يفوق ما أنجزه المخزن في كل جهات المملكة، ولكن تقديم الحي بتلك الصورة البائسة وتشبيهه بأحد أحياء الهند بحرية تنقل الأبقار لأن مع الأسف تعليماتك سقطت في الماء، وتراكم النفايات لتحاصر عمارات الحي وتدهور في التهيئة، وغش في أشغال الطرقات وتحول العمارات إلى مستودعات تحيط بها سياجات من القماش والأسلاك والقصدير على مرأى الجهات المعنية يجعلني أطلب منك وبكل لطف التحرك في سيدي سالم وفي كل الأحياء لتعاين الوضع بنفسك ولا تكتفي بالتقارير المزيفة التي ترسل لك، ويؤسفني أن أقول لك أن الحيوية والنشاط والإرادة التي جئت بها إلى عنابة خفتت شيئا فشيئا وهي تكاد تتلاشى إن لم تتحرك سريعا.
