الصريح- شعيب بوسلامة
رغم إقصائه من منافسة كأس الجزائر بفارق ثلاث نقاط فقط أمام عملاق اللعبة نادي الأبيار بنتيجة 26 مقابل 23، إلا أن نادي أولمبيك مدينة عنابة لكرة اليد خرج مرفوع الرأس، بعد أن قدّم لاعبوه، خاصة الشبان، أداءً رجولياً أقلق حسابات خصم يُعد من بين أفضل الفرق الوطنية، والمدجّج بخيرة لاعبي البطولة يتقدمهم اللاعب المخضرم مسعود بركوس.
ما قدّمه شبان الأولمبيك في هذه المواجهة لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل طويل رغم الصعوبات، الفريق الذي يعاني من التهميش ونقص الإمكانيات المالية واللوجستية، استطاع مجاراة فريق الأبيار على مدى شوطي المباراة، بل وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أثبتت هذه المقابلة أن الفريق العنابي يمتلك خامات شبانية بإمكانها صناعة الفارق في المستقبل القريب.
ويُحسب للمدرب أشرف حيون قدرته على تسيير مرحلة صعبة للغاية، حيث كان الفريق مهدداً بالسقوط للقسم الممتاز ب، لكن برؤية فنية وحنكة تكتيكية، قاد المجموعة نحو بر الأمان، مدرب شاب أثبت جدارته، ونجح في تحفيز لاعبين أغلبهم من خريجي مدرسة النادي، في وقت كانت فيه الفرق الأخرى تعول على لاعبين محترفين ومدعّمين ماليًا.
ورغم أن الموسم الحالي يُعد “للنسيان” من حيث النتائج العامة، خاصة على مستوى الفريق الأول، إلا أنه حمل في طياته إشارات إيجابية على مستوى التكوين القاعدي، ففئات أقل من 17 سنة و21 سنة، قدمت مشواراً مشرفاً وهي مرشحة بقوة للتتويج بلقب الكأس في حال توفر الظروف المناسبة.
ويُحسب للمدرب أشرف حيون قدرته على تسيير مرحلة صعبة للغاية، حيث كان الفريق مهدداً بالسقوط، لكن برؤية فنية وحنكة تكتيكية، قاد المجموعة نحو بر الأمان، مدرب شاب أثبت جدارته، ونجح في تحفيز لاعبين أغلبهم من خريجي مدرسة النادي، في وقت كانت تقاليد النادي تقوم على انتدابات من الفرق المجاورة.
قد يُقصى الفريق من الكأس، وقد لا يسجل موسماً استثنائياً، لكنّ الرسائل هذا الموسم كانت واضحة؛هناك جيل قادم، وهناك عمل قاعدي يُحترم، وهناك مدرب يستحق الإشادة، أولمبيك مدينة عنابة لكرة اليد لا يحتاج لمعجزة، بل لدعم حقيقي من السلطات المحلية يليق بتاريخ مدينة عنابة وطموحات محبي الكرة الصغيرة، وبات من الضروري دق ناقوس الخطر، فالنادي بحاجة ماسة إلى التفاتة من السلطات المحلية والجهات الراعية للرياضة.
التهميش المستمر قد يعصف بجيل كامل، ويضيع جهود سنوات من التكوين، دعم بسيط ومرافقة مدروسة قد تحوّل الأولمبيك من فريق مقاتل إلى نادٍ منافس على الألقاب.