نبيل.ب
حل بولاية قالمة وزير الصناعة يحي بشير بقالمة في إطار زيارة عمل وتفقد لقطاعه شملت محطات مهمة وتركزت على المؤسسات الصناعية الكبرى المتواجدة بكل مناطق الولاية ولاسيما تلك المتعثرة والتي ينظر المواطن القالمي منذ سنوات أخبار إعادة بعثها وإخراجها من الوضع الذي تعيشه منذ عقود قبل أن كانت مفخرة الصناعة الوطنية على غرار مصنع الدراجات والدراجات النارية ومصنع السكر.
وفي أولى محطات زيارته لولاية قالمة، تفقد الوزير فرع حبوب ومصبرات الشرق التابع لمجمع AGRODIVببلدية الفجوج، والمصنف ضمن الأملاك الصناعية المسترجعة، وفي مستهل معاينته، ألقى الوزير كلمة أكد فيها أن هذه الزيارة تندرج ضمن المقاربة الميدانية التي تعتمدها وزارة الصناعة، والهادفة إلى إعادة بعث الصناعة الوطنية على أسس اقتصادية سليمة، وتعزيز دورها في خلق الثروة ومناصب الشغل وتحقيق الأمن الصناعي والغذائي موضحا أن إعادة تشغيل الوحدات الصناعية المسترجعة تُعد مشروعًا اقتصاديًا متكاملًا يقوم على تحديث أدوات الإنتاج وتحسين التسيير، والالتزام بمعايير الجودة والسلامة الغذائية، بما يضمن النجاعة الاقتصادية واستدامة النشاط،من جهته والي قالمة سمير شيباني اعتبر أن هذه الزيارة تشكل دفعة قوية لدعم الاستثمار الصناعي وتحفيز المتعاملين الاقتصاديين، معربًا عن أمله في أن تُسفر عن قرارات عملية تعزز التنمية الاقتصادية المحلية،كما استمع الوزير والوفد المرافق إلى عرض شامل قدمه مدير الصناعة حول واقع قطاع الصناعة بالولاية، إضافة إلى عرض تقني مفصل حول فرع حبوب ومصبرات الشرق، تضمن طاقته الإنتاجية الحالية والمستقبلية، الاستثمارات المنجزة، وآفاق التطوير والتوسعة، إلى جانب مساهمته في خلق مناصب الشغل وتثمين المنتوج الفلاحي المحلي، مع طرح أهم التحديات وسبل مرافقة الدولة لتحسين الأداء.
كما عاين الوزير وحدة إنتاج العجائن الغذائية بالمجمع، حيث اطلع على سير عملية التصنيع وظروف العمل، مع التأكيد على ضرورة احترام معايير الجودة والسلامة الغذائية.
كما تفقد المركب الصناعي والتجاري مصبرات الشرق ببلدية بوعاتي محمود والمصنّف أيضا ضمن الأملاك الصناعية المسترجعة، وخلال هذه الزيارة، عاين الوزير مختلف وحدات الإنتاج ووقف عن كثب على ظروف العمل ومستوى النشاط داخل هذا الصرح الصناعي الهام، كما استمع إلى شروحات قدّمها القائمون على المركب حول قدراته الإنتاجية، أنواع المنتوجات المصنّعة، وآفاق تطويره وأكد بالمناسبة على أهمية هذا النوع من الاستثمارات في دعم الاقتصاد المحلي وخلق مناصب الشغل ،والمساهمة في تثمين المنتوج الفلاحي، بما يعزز ديناميكية النشاط الصناعي والتنمية الاقتصادية بالولاية.
وضمن برنامج الزيارة التفقدية وقف وزير الصناعة يحي بشير على شركة تكرير السكر (SORA SUCRE SPA)، حيث عاين مختلف مرافقها واطلع على سير النشاط داخل الوحدات الإنتاجية واستمع بالمناسبة إلى عرض مفصل حول المؤسسة، تضمن شرحا لقدرتها الإنتاجية، ومستوى الأداء، والإمكانيات المتوفرة، إضافة إلى العراقيل التي قد تعترض تطوير نشاطها، كما تم التطرق إلى طموحات الشركة المستقبلية، لاسيما مشروع إنشاء مصنع لصناعة قطع الغيار بالأرضية الشاغرة داخل المصنع، في إطار تنويع النشاط وتثمين الفضاءات غير المستغلة،وفي هذا السياق، ثمّن الوزير هذا المقترح، معتبرا إياه مبادرة إيجابية من شأنها دعم النسيج الصناعي الوطني، وقدم جملة من التوجيهات والنصائح المتعلقة بضرورة مراعاة حاجيات السوق الوطنية من قطع الغيار، بما يضمن استجابة فعالة للطلب، ويعزز مبدأ الإدماج الصناعي وتقليص التبعية للاستيراد.
وفي محطته الموالية ،زار الوزير المؤسسة العمومية الاقتصادية للدراجات والدراجات النارية وتطبيقاتها (EPE CYCMA SPA)، التابعة للمجمع الصناعي للميكانيك AGM والكائنة بطريق بلخير،ويُعتبر هذا الموقع من المواقع الصناعية التاريخية الهامة للولاية، بالنظر إلى دوره الاقتصادي الحيوي في المنطقة ومفخرة الصناعة الوطنية ورمز تاريخي محليا ووطنيا، المؤسسة تنتج الدراجات والدراجات النارية بطاقة إنتاجية فعلية تصل إلى 30 ألف وحدة سنويًا، وتوظف أكثر من 120 عاملاً على مساحة إجمالية تقدر بـ 13.81 هكتار،وفي مستهل الزيارة، استمع الوزير إلى عرض مفصل قدمه مدير المؤسسة، تناول القدرات الإنتاجية و العمليات التقنية و نوعية المنتجات المصنعة حاليًا وآليات الإنتاج المعتمدة. وقد مكّن هذا العرض من إجراء تشخيص شامل للوضعية الراهنة للوحدة، شمل تقييم مستوى التجهيزات وسلاسل الإنتاج والموارد البشرية ومدى مطابقة المنتجات للمعايير التقنية ومتطلبات الجودة، وذلك تحضيرًا لإعداد مخطط استراتيجي لتطوير وعصرنة الموقع الصناعي وتعزيز طاقاته الإنتاجية،ليقوم بعدها بجولة ميدانية شملت زيارة خطوط الإنتاج المختلفة، حيث عاين عن كثب مراحل التصنيع والتجميع، ووقف على آليات العمل داخل الورشات الإنتاجية، كما اطلع على مختلف العمليات التقنية بدءًا من تشكيل الهياكل المعدنية، مرورًا بعمليات اللحام والطلاء، وصولاً إلى مراحل التركيب النهائي. وأتاحت هذه الجولة للوزير فرصة الاحتكاك المباشر بالإطارات التقنية، والاستماع إلى انشغالاتهم واقتراحاتهم بشأن تحسين ظروف العمل وتطوير الأداء الإنتاجي مؤكدا على البعد الاستراتيجي لهذه المؤسسة،و مشددًا على أهمية تطوير الموقع الصناعي وتحديث خطوط الإنتاج لتعزيز دوره في المنظومة الاقتصادية بالمنطقة،وأوضح أن المخطط المزمع تنفيذه يهدف إلى عصرنة خطوط الإنتاج وإدخال شريك صناعي وإنشاء خطوط إنتاج جديدة، وطرح منتجات مبتكرة وفق المعايير الدولية، بما يضمن رفع الفاعلية الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات ومواكبتها للمتطلبات الحديثة للسوق ،مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تعزيز دور المؤسسات الصناعية في الاقتصاد الوطني، ودعم استدامة النشاط الصناعي، وتثمين الإمكانيات المتاحة بما يعود بالنفع على القطاع والمجتمع المحلي.
وفي محطته ما قبل الأخيرة ،قام وزير الصناعة بمعاينة المنطقة الصناعية “ذراع لحرش” ببلدية بلخير، أين تلقّى عرضًا مفصلًا حول هذه المنطقة شمل مساحتها الإجمالية، تقسيماتها المختلفة، وطبيعة النشاطات الصناعية والاستثمارية المتواجدة بها، إلى جانب التحديات المطروحة وآفاق تطويرها بما يساهم في تعزيز النسيج الصناعي المحلي،كما استمع الوزير إلى عرض ثان حول مشروع المنطقة الصناعية “حجر مركب”، التي يُعوّل عليها لتكون قطبًا صناعيًا ثانيًا بالولاية بعد انطلاقها الفعلي، لما لها من دور منتظر في استقطاب الاستثمارات و خلق الثروة وتوفير مناصب الشغل لفائدة شباب المنطقة،كما وقف على وضعية مؤسسة “الخضراء لإنتاج الصفائح المعدنية” (SARL GREEN BOX) التابعة للمجمع الصناعي أڤروديف ببلدية بلخير، حيث اطّلع على قدراتها الإنتاجية و نوعية نشاطها مؤكدا على ضرورة مرافقة المؤسسات الصناعية ودعمها لضمان استمرارية نشاطها وتوسيع إنتاجها.
ليختتم وزير الصناعة يحي بشير زيارته من أقصى شمال شرق عاصمة الولاية، بعين بن بيضاء أين قام بزيارة المركب الصناعي التجاري مصبرات قالمة وحدة عين بن بيضاء التابعة للمجمع الصناعي AGRODIV،والتي تدخل هي الأخرى في إطار المؤسسات الصناعية المسترجعة، حيث عاين مختلف الوحدات الإنتاجية واطّلع على سير العمل داخلها، مؤكّدًا على أهمية الصناعات التحويلية في تثمين المنتوج الفلاحي المحلي ودعم الاقتصاد الوطني،خصوصا وأن مصنع تحويل الطماطم بعين بن بيضاء يعتبر من بين أهم المصانع نظرا لتجهيزاته الحديثة وقدرته التحويلية ووقوعه على بعد 30 كلم من ميناء عنابة و كيلومترين فقط من المحول الرئيسي للطريق السيار شرق -غرب.
