خولة مجاني
تعيش أحياء من بلدية عين الباردة، على غرار حي ضياف صالح وحي سلمون الهاشمي، وضعية مقلقة بسبب الانعدام شبه الكلي للإنارة العمومية وتدهور حالة الطريق الرابط بينها، ما جعل التنقل اليومي، خاصة خلال الفترة الليلية، محفوفا بالمخاطر ويهدد سلامة المواطنين بمختلف فئاتهم.
ويشتكي سكان هذه الأحياء من طريق مهترئ يمتد على مسافة كيلومتر أو أكثر، يربط بين حي ضياف صالح وحي سلمان الهاشمي، مرورا بالطريق الوطني رقم 21 المؤدي إلى مدينة عنابة، حيث يتحول ليلا إلى نقطة سوداء بسبب الظلام الدامس، وغياب أدنى شروط السلامة المرورية، حيث أكد مواطنون أن السير في هذا الطريق ليلا أصبح يشكل خطرا حقيقيا، في ظل حركة السيارات، ووجود الحيوانات، إضافة إلى الحالة النفسية التي يعيشها المارة، خاصة الأطفال والنساء والعائلات، الذين يضطرون إلى قطع المسافة مشيا على الأقدام يوميا للوصول إلى البلدية أو التوجه نحو مدينة عنابة.
كما يعد هذا الطريق شريانا حيويا لا يقتصر استعماله على سكان حي ضياف صالح فقط، بل يعتمد عليه أيضا سكان أحياء واد ڨيس والظوافرة، إلى جانب الفلاحين والطلبة، ما يزيد من حجم الضغط عليه، بالإضافة إلى ذلك فإن المعاناة تتضاعف في فصل الشتاء.
وحسب شهادة السكان فإن التلاميذ يعودون إلى منازلهم سيرا على الأقدام تحت الأمطار، قادمين من الطريق الوطني رقم 21 نحو حي ضياف صالح المعروف محليا باسم “الضوايفية” ، في مشاهد أثارت استياء واسعا وسط السكان الذين اعتبروها مساسا بكرامة المواطن، كما يستعمل هذا الطريق للوصول إلى المقبرة، ما يجعله مسلكا ضروريا في مختلف المناسبات، غير أن حالته المتدهورة تسببت في معاناة أصحاب المركبات، بسبب الحفر والتشققات التي تعرقل حركة السير وتلحق أضرارا بالسيارات.
كما جاء في حديث السكان أنه بالرغم من تداول معلومات سابقة حول وجود مشروع لتهيئة هذا الطريق وتزويده بالإنارة العمومية، إلا أن غياب أي أشغال ميدانية إلى حد الساعة طرح تساؤلات عديدة بينهم حول مصير هذا المشروع وأسباب التأخر المسجل في تجسيده، في ظل علم السلطات المحلية بالوضعية عن طريق المصالح المختصة، حيث يطالب سكان الأحياء المعنية بتدخل عاجل من الجهات الوصية، أو على الأقل تقديم توضيحات رسمية للرأي العام حول حقيقة المشروع وآجال إنجازه، مؤكدين أن حق المواطن في المعلومة لا يقل أهمية عن حقه في الأمن والتنقل الآمن، خاصة وأن عددا معتبرا من العائلات ما يزال ينتظر حلولا ملموسة لوضع طال أمده.