صرح الأديب سليم عبادو، صاحب 7 منجزات أدبية، لـ”الصريح” أن المهرجان الثقافي الدولي للأدب بورقلة الذي اختتمت طبعته الـ6 أول أمس بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد محمد التيجاني، بحاجة إلى رؤية جديدة، تجعله يستقطب أكبر شريحة ممكنة من الزوار وفسح المجال لكفاءات ثقافية أخرى لتسييره.
وأوضح الأستاذ أن برنامج التظاهرة لم يتغير والمحاضرات لم تتجدد ولم يروج له بالشكل المناسب، فمثقفي ورقلة غير مدعوين ولم يوجه لهم دعوة، بالرغم من الميزانية الضخمة للمهرجان وأن ورقلة مدينة جامعية بها أكثر من 45 ألف طالب و1600 أستاذ جامعي والعديد من المثقفين والأدباء الذين يجب أن نستفيد من خبرتهم ومسارهم في مثل هذه المهرجانات الثقافية التي تنظم بالولاية.
وأضاف سليم عبادو: “المهرجان لم يؤدي المرجو منه في استقطاب المثقفين والاستفادة من المفكرين، والدليل على ذلك هو أن القاعات خاوية من الجمهور”، وأشار الكاتب إلى أن هذا الواقع ينعكس على كل الولايات، أين دعا ناشطون ومثقفون في مجال الثقافة والإعلام، إلى جانب الكاتب، الجهات الوصية إلى النهوض وتطوير المهرجان الدولي للكتاب والأدب بورقلة، من خلال فسح المجال لكفاءات ثقافية أخرى لتسييره.
وانتقد الأدباء والكتاب المهرجان بسبب تهميش أدباء وكتاب ورقلة، حيث جاء في البيان الذي نشر على موقع الفايسبوك: ” نحن المثقفون، الفاعلون الحقيقيون، في حقل الثقافة بورقلة نشجب الممارسات السلبية و”الشللية” والمقايضة الثقافية التي تخللت عملية توزيع الدعوات والمساهمات في أشغال المهرجان الثقافي الدولي للأدب بورقلة، وكذلك الابتزاز الذي مارسته محافظة المهرجان تجاه بعض المثقفين المحليين، وإقصاء وتهميش السواد الأعظم منهم عمدا، على خلفية انتقادهم الموضوعي والمسؤول لطريقة تسيير الطبعات السابقة من المهرجان، بحيث لم يعد يخفى على العام والخاص بأن هذا الأخير أصبح معزولا عن جمهور ورقلة ومثقفيها ولم يعد يؤدي الغرض السامي الذي أنشأته الدولة من أجله وهو التقارب والتثاقف وتوطيد الأواصر واللحمة الوطنية بل على العكس من ذلك تماما فقد أصبح مصدر توترات وتجاذبات تهدم أكثر مما تبني”.
وأضاف البيان، “من أجل كل هذا نهيب بالسلطات العليا بأن تعيد الأمور إلى نصابها وتعفي أعضاء المحافظة الحالية للمهرجان وتفسح المجال لكفاءات ثقافية أخرى من أجل تسييره والارتقاء به وتجسيد الأهداف المسطرة له من طرف الوصاية، على أن تكون هذه الكفاءات التي يعهد لها التسيير وطنية ومتفتحة ومنصفة ورشيدة، وتؤمن بحق جميع المثقفين الجزائريين في المشاركة والتفاعل الثقافي بعيدا عن الجهوية “.
وأشار ذات البيان، أن حركة كتاب ومثقفي ورقلة فيما يخص إقصاءهم وتهميشهم من طرف محافظة المهرجان الثقافي الدولي للأدب، ليست موجهة ضد ضيوف المهرجان من الولايات الأخرى، إلا أنها موجه بالأصل ضد إقصاء وتهميش أدباء وكتاب ورقلة ومثقفيها وأساتذة جامعتها الذين لم يعلموا حتى بانعقاد المهرجان.
ووقع على هذا البيان، كل من الروائي، سليم عبادو، الإعلامي والناشط الثقافي خميستي محمد بن السايح، الكاتب والأستاذ بجامعة ورقلة إسماعيل سيبوكر، الإعلامي والناشط الثقافي حكيم الشيخ عزي، القاصّة نورا عتيقة عجال، الكاتب بوجمعة بقي، الأستاذ الجامعي هشام سيبوكر، الإعلامي والناشط الثقافي محمد عثماني، وكذا الأستاذ والناقد لحسن عزوز، إلى جانب الأستاذ والباحث في التاريخ لخضر عواريب.
بقلم: ملاك زموري