استقبل والي ولاية عنابة، عبد القادر جلاوي، صباح الأربعاء، بمقر الولاية، وفداً من إطارات المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية لدولة نيجيريا، في زيارة رسمية تهدف إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مجالي الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة، وذلك حسب ما أفاد به بيان لمصالح الولاية.
وفق لذات المصدر، فقد كان الوفد مرفوقًا بإطارات من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارتي الخارجية، والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
وحضر مراسم الاستقبال إلى جانب الوالي، كل من الأمين العام للولاية، رئيس الديوان، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي للولاية المعنيين بالقطاعات ذات الصلة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج دراسي ينظمه المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، والذي يستقبل وفدًا نيجيريًا رفيع المستوى في إطار رحلة دراسية تمتد من 26 ماي إلى 01 جوان 2025. وتتمحور هذه الرحلة حول موضوع “الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة في نيجيريا: التساؤلات، التحديات والفرص”، في إطار رغبة المعهد النيجيري في التعرف عن كثب على التجربة الجزائرية في هذا المجال الحيوي.
ويتضمن برنامج الزيارة جانبًا نظريًا وآخر عمليًا من خلال زيارات ميدانية تهدف إلى تسليط الضوء على الجهود الجزائرية في مجال ترسيخ أسس الاقتصاد الأزرق وتحقيق التنمية المستدامة.
وتغطي هذه الجهود مسارات التنمية التي انتهجتها الجزائر منذ استرجاع سيادتها الوطنية سنة 1962، مرورا بالتزاماتها الدولية لا سيما ما يتعلق بأهداف الألفية، وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وأجندة إفريقيا 2063.
وفي كلمته الترحيبية، نوّه الوالي بأهمية هذه الزيارة، مشيدًا بمتانة العلاقات بين الجزائر ونيجيريا، ومؤكدًا على أن تبادل الخبرات في هذا المجال يمثل ركيزة أساسية في دعم التميز الأكاديمي وتعزيز التعاون الفكري بين البلدين.
وأبرز جلاوي أن هذا النوع من المبادرات يكتسي أهمية استراتيجية في ظل التحديات البيئية التي تواجهها الإنسانية، والتي تستدعي تكاتف الجهود للحفاظ على التراث البحري وتحقيق انتقال بيئي متوازن.
وأشار الوالي إلى أن اختيار ولاية عنابة كوجهة للزيارة لم يكن من قبيل الصدفة، بل جاء نتيجة لما تزخر به الولاية من مؤهلات طبيعية وسياحية وموقع استراتيجي مميز، بسواحلها الممتدة على أكثر من 122 كيلومتر وتراثها البحري الغني، ما يجعلها نموذجًا واعدًا في مجال الاقتصاد الأزرق، الذي يسعى إلى المواءمة بين استغلال الموارد البحرية والحفاظ على النظم البيئية.
كما أبرز الوالي أهمية مشروع توسعة ميناء عنابة، والذي يشمل إنجاز رصيف معدني، معتبراً إياه مشروعاً استراتيجياً من شأنه رفع القدرة الاستيعابية للميناء وتسهيل عمليات شحن وتفريغ ونقل المواد، ما يندرج في إطار رؤية تنموية متكاملة.
وفي ختام كلمته، أكد جلاوي أن هذه الزيارة تشكل محطة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الحوار الأكاديمي والمؤسساتي هو السبيل الأمثل لبناء شراكات استراتيجية ناجحة، وأن هذا اللقاء سيكون مقدمة لآفاق جديدة واعدة في مجالي الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة.