تشهد أسواق ومحلات ولاية عنابة، وخاصة في منطقتي البوني ووسط المدينة، حركة تجارية نشطة واكتظاظًا غير مسبوق خلال النصف الثاني من شهر رمضان، حيث يتوافد المواطنون بكثافة لاقتناء مستلزمات صناعة الحلويات تحضيرًا لاستقبال عيد الفطر المبارك.
حركة غير اعتيادية في الأسواق
مع اقتراب العيد، تصبح محلات بيع المواد الغذائية والمكسرات والتمور وجهة رئيسية للعائلات التي تسعى لتحضير حلويات العيد التقليدية، مثل المقروض، الصامصة، والبقلاوة. وتشهد الأسواق الشعبية والمحلات الكبرى تدافعًا كبيرًا، مما يؤدي إلى ازدحام في الشوارع الرئيسية، خاصة في ساعات المساء بعد الإفطار. وخلال جولة ميدانية لمحلات وسط مدينة عنابة قامت بها ّالصريحّ ، أكد بعض التجار أن الطلب على مستلزمات الحلويات ارتفع بشكل لافت مقارنة بالأيام الأولى من رمضان، حيث أوضح أحد الباعة في سوق البوني أن “الإقبال يزداد بشكل كبير مع حلول العشر الأواخر، فالناس يفضلون تحضير حلويات العيد في المنزل، وهذا ما يجعل الطلب على المواد الأولية مرتفعًا جدًا.”
ارتفاع الأسعار وزيادة الإقبال
من جهة أخرى، أبدى عدد من المواطنين تذمرهم من ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، مثل اللوز والجوز والزبدة، التي تعتبر ضرورية لتحضير الحلويات. وأشار أحد المتسوقين إلى أن “الأسعار هذه السنة مرتفعة نوعًا ما، لكن لا خيار أمامنا، فالحلويات المنزلية تبقى أفضل من الجاهزة من حيث الجودة والطعم.
إجراءات لتنظيم الحركة التجارية
أمام هذا الإقبال الكبير، تعمل السلطات المحلية على تنظيم الحركة التجارية وتسهيل مرور المركبات والمشاة في المناطق الأكثر ازدحامًا، فيما دعت جمعيات حماية المستهلك إلى ضرورة ترشيد الإنفاق والتسوق بوعي لتفادي الضغط الكبير على الأسواق.
وبين التقاليد ومتطلبات العصر يبقى تحضير الحلويات في المنازل عادة راسخة لدى العائلات العنابية، إذ لا يكتمل بهاء العيد إلا برائحة الحلويات التقليدية التي تعبق في البيوت. ورغم انتشار المحلات التي توفر الحلويات الجاهزة، إلا أن الكثيرين لا يزالون يفضلون تحضيرها بأنفسهم كجزء من طقوس العيد. وفي انتظار حلول عيد الفطر، يستمر توافد العائلات إلى الأسواق، في مشهد يعكس تمسك الجزائريين بتقاليدهم، رغم التحديات الاقتصادية ومتغيرات العصر.
لمين موساوي