خلال مهرجان “الفن التشكيلي المعاصر”.. وزير الثقافة يكرم فنانين تشكيلين معاصرين

أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أول أمس، بصر الثقافة “مفدي زكرياء” بالعاصمة، على تكريم نخبة من الفنانين التشكلين المشاركين في الطبعة الـ8 للمهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، وفي مقدمتهم ضيوف الجزائر من الفنانين الفلسطينيين، جزائريين مرموقين من المهجر، ومجموع الفنانين الاجانب المشاركين في هذه التظاهرة الفنية الدولية.

وأوضح بيان وزارة الثقافة، أنه جاء ذلك على هامش ندوة أقيمت بجناح فلسطين بقصر الثقافة “مفدي زكريا” بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث ناقش المشاركون بالمناسبة موضوع المقاومة الفلسطينية من خلال الأعمال الفنية التي تروي القضية الفلسطينية وتفضح المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، بمشاركة شخصيات فنية بارزة من فلسطين ومن مختلف أنحاء العالم.

وأشار البيان إلى أن فلسطين قد شاركت في هذه الطبعة من المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر كضيف شرف، أين تم تخصيص جناح خاص بالأعمال الفنية الفلسطينية التي سلطت الضوء على جرائم الاحتلال الصهيوني في حق المدنيين العزل من أطفال ونساء، من خلال لوحات فنية تشكيلية أبدع في وصف تفاصيلها فنانون من داخل فلسطين ومن الشتات.

كما أبرز عدد من الفنانين التشكيليين الجزائريين، على هامش التظاهرة، ارتباطهم بتقاليد وقيم الممارسة الفنية الجزائرية واستلهامهم من عناصر التراث الثقافي الوطني لتجسيد مشاريعهم الفنية، أين أكد تشكيليون جزائريون محترفون، أن ممارساتهم الفنية ورغم انتقالهم لفضاء آخر مغاير وانفتاحهم على تجارب فنية عالمية “ماتزال تستند على مقومات وقيم فنية مرتبطة بالتراث الثقافي الجزائري” باعتبارها “خزانا للهوية وللإبداع الأصيل ومصدر إلهام”.

وأوضح التشكيلي والمصمم الفني، طارق مسلي، المقيم بألمانيا، أنه “يبقى وفيا ومرتبطا بتقاليد الممارسة الفنية بالجزائر التي تلقى أساسياتها على يد والده الفنان شكري مسلي وغيره من التشكيليين في عديد الورشات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، على غرار ورشة الفنان دونيز مارتيناز”، مشيرا إلى أن الفن التشكيلي الجزائري “يتكئ على موروث غني وبتأثيرات وأبعاد إفريقية ومتوسطية وأندلسية وبالتراث العربي الإسلامي ما يجعله نموذجا نادرا”.

ولفت ذات المتحدث إلى أن رؤيته للفن التشكيلي تهدف ل “صياغة مشروع فني غير مألوف، يمازج بين مختلف الأشكال والتعابير الفنية مع الارتكاز على إستخدام الضوء والصوت وغيرها”، مؤكدا أن ما يهمه في الممارسة الفنية هو “النظرة والإحساس الذي يتولد جراء هذا التلاقي”، وأن أعماله “موجهة للآخر، لأن الانسان بحاجة للآخر للمضي قدما”.

وبدورها، أوضحت الفنانة التشكيلية أمينة زبير، المقيمة بفرنسا، والتي استعرضت جوانب من تجربتها الفنية واشتغالها على الهوية والذاكرة، أنه “ينبغي على الفنان التشكيلي أن ينطلق من بيئته ومن القيم الجمالية والفنية لمجتمعه، وأن يستوعبها جيدا باعتبارها أرضية صلبة لأي ممارسة فنية ومشروع فني لينطلق بها نحو الآخر، على اعتبار أن اللقاء مع الآخر إضافة لتطعيم التجربة الفردية بعناصر جديدة مغايرة”.

ومن جهته، تطرق الفنان لتشكيلي الجزائري دريس وضاحي، الذي يقيم ويعمل بألمانيا، لارتباطه الوثيق بالهوية وذاكرة المكان، إذ يقول أن “أعماله الفنية تعج بهما”، وأن “ثمة اتجاه لتوظيف الإرث الذي تشبع به خلال مساره الفني لتنفيذ أعماله رغم توظيفه للتصاميم الحداثية”.

كما تحدث وضاحي، الذي تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة في الثمانينيات قبل انتقاله إلى ألمانيا، عن أهم محطات تجربته الفنية التي انطلقت من الجزائر وتغذت بعناصر التراث التشكيلي المحلي ورواده المشبع بالقيم الجمالية والتقنية، لافتا إلى أنه يجمع من خلال إبداعاته بين تكوينه في الهندسة المعمارية وموهبته في الفن التشكيلي.

بقلم: ملاك زموري

مقالات ذات صلة

عن فيلمه ‘لأجل أبي”.. المخرج عبد الجليل بولحبال يفتك المرتبة الثانية في مهرجان “سيني تيفاست” بتبسة

sarih_auteur

احتفاء بذوي الهمم في يومهم العالمي.. جلسة ثقافية للأطفال مع الكاتبة مريم أكرون بمكتبة “بركات سليمان”

sarih_auteur

افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة

sarih_auteur