التحاق أكثر من 7500 طفل بالمدارس القرآنية في الطارف
الطارف- خضراوي يحيى
تشهد ولاية الطارف بداية موسم استثنائي مع التحاق أكثر من 7500 طفل بالمدارس القرآنية المنتشرة في مختلف بلديات الولاية. هذا العدد الهائل من الأطفال يمثل جيلًا جديدًا يتطلع لتعلم القرآن الكريم، ضمن مساعي مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لنشر القيم الإسلامية وتعزيز التمسك بالدين والهوية الإسلامية في نفوس الناشئة.
وفقًا لتصريحات عبد الحليم رواڨ، مدير الشؤون الدينية لولاية الطارف ليومية الصريح، فقد شهدت المدارس القرآنية والمساجد في الولاية يوم الخميس 10 أكتوبر انطلاقة قوية مع فتح أبوابها لاستقبال الأطفال دون سن التمدرس. هذه المؤسسات، التي تتوزع عبر 13 مدرسة قرآنية وأكثر من 220 مسجدًا ومصلى تحتوي على أقسام قرآنية، تهدف إلى تلقين الأطفال جزء “سبح” من القرآن الكريم، إلى جانب بعض المبادئ الأولية في القراءة، الكتابة، والحساب.
وأوضح المدير الولائي أن هذا الجهد المبذول يأتي في إطار استراتيجية متكاملة لتعزيز التعليم الديني في المجتمع، مؤكدًا على الدور الكبير الذي تلعبه هذه المدارس في ترسيخ القيم الأخلاقية والدينية لدى الأطفال. وأكد أن التحاق الأطفال بالمدارس القرآنية ليس مجرد عملية تعليمية فحسب، بل هو خطوة نحو بناء جيل قوي قادر على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي يفرضها العصر الحديث.
التعليم القرآني: غرس الأخلاق والمبادئ الإسلامية
إلى جانب تحفيظ القرآن، تسعى المدارس القرآنية في ولاية الطارف إلى تحقيق هدف أسمى يتمثل في غرس الأخلاق الإسلامية وتعليم الأطفال السلوكيات القويمة. ويستند ذلك إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، والذي يشدد على أهمية تعليم القرآن ونشره بين الأجيال. فإلى جانب الأجر والثواب، يسهم حفظ القرآن في تنمية قدرات الأطفال العقلية والفكرية، وتوجيههم نحو التفوق في حياتهم العلمية والعملية.
عبد الحليم رواڨ أشار إلى أن هذا المشروع ليس معزولًا عن بقية القطاعات، بل هو جزء من رؤية شاملة تهدف إلى إعداد جيل مسلم واعٍ، يجمع بين القيم الدينية والقدرة على التكيف مع التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. ويرى أن تعليم القرآن هو الأساس الذي يمكن أن يحمي الأطفال من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن الاستعمال غير السليم لهذه الوسائل.
في ظل هذه الجهود المتكاملة، شهدت المدارس القرآنية في الطارف إقبالًا كبيرًا من طرف الأسر التي تسعى إلى تعليم أبنائها تعاليم الدين الإسلامي وتحفيظهم القرآن الكريم. هذا الإقبال يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية التعليم الديني في بناء شخصية متوازنة قادرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وخاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع في العصر الرقمي.