شهدت الجولة الأولى من دورة حمونة لكرة القدم، المقامة بملعب الحجار الجواري في ولاية عنابة، انطلاقة قوية ومستوى فنّي راقٍ يعكس القيمة المتصاعدة لهذه الدورة التي باتت تُعد من بين أبرز التظاهرات الكروية الصيفية في شرق البلاد، الفرق المشاركة قدّمت أداءً لافتا، وأبانت عن تحضير بدني وتكتيكي جيّد، ما جعل المتابعين يجمعون على أن دورة هذا الموسم ستكون من بين الأفضل تنظيمًا وتنافسًا.
من أبرز نقاط القوة في دورة حمونة هو استقطابها لفرق من مختلف الولايات الشرقية للبلاد: من عنابة، قالمة، ، الطارف، وعدة بلديات مجاورة، ما منح الدورة طابعًا مميزا، هذا التنوع في الفرق المشاركة ساهم في رفع مستوى المنافسة، وتبادل المدارس الكروية المختلفة، مما يعود بالنفع على اللاعبين والمدربين على حد سواء.ولم يكن النجاح الرياضي للدورة وحده اللافت، بل إن الجانب التنظيمي كذلك كان في مستوى التطلعات، فالمنظمون سهروا على أدق التفاصيل، من جدول المقابلات، إلى ضبط أوقات المباريات، مرورا بتهيئة الملعب وتوفير شروط اللعب النزيه، وقد أدار حكام تابعون لرابطة عنابة الجهوية المباريات، مما أعطى طابعًا رسميًا للمواجهات، وحدّ من التجاوزات والانفعالات. من جانب آخر، سجلت الدورة حضورًا جماهيريًا غفيرًا، خاصة من أنصار الفرق المحلية ومحبي كرة القدم في عنابة، الذين أضافوا نكهة خاصة للمنافسة وأعطوا بعدًا احتفاليًا للمباريات.
ومن المفارقات المثيرة التي رصدها متابعو الدورة، هو الظهور القوي لعدد من اللاعبين الذين أبانوا عن قدرات فنية ومهارية تفوق في بعض الأحيان مستويات لاعبين ينشطون في القسمين الأول والثاني المحترف. هذه الدورة باتت تشكّل ورشة حقيقية لاكتشاف المواهب التي تنشط في الأقسام السفلى أو البطولات البلدية والجهوية، بعيدًا عن أضواء الإعلام، لكنها تملك من المهارات ما يؤهلها لفرض نفسها في أعلى المستويات، وعلاوة على هذا فدورة حمونة تجاوزت طابعها الرياضي، لتتحوّل إلى فضاء اجتماعي تلتقي فيه مختلف الأجيال والمكونات الرياضية، ما يجعلها تلعب دورًا في تنشيط الحي، وإبعاد الشباب عن الممارسات السلبية، وتربط الأجيال ببعضها البعض في حب كرة القدم.