بقلم: إبتسام بلبل
قالت الدكتورة الخبيرة هدى سمير جعفري، في موضوع طرحته يشخص وضعية تربية الأغنام في الجزائر، إن المواطن ضحية لبيروقراطية إدارية غير مبالية، وموالٍ غير مصرَّح يعمل خارج القانون، ووسيطٍ محتكر يلهب الأسعار.
وشخّصت الدكتورة الخبيرة وضعية تربية الأغنام ووصفتها بالهشّة، فيما طرحت مقترحات عملية للنهوض بالشعبة، حيث اعتبرت أن هذه الوضعية هشّة في شقها المتعلق بالحماية من الأوبئة، بسبب الإصابة المتكررة بالأمراض على غرار الحمى القلاعية والجذري، التي تؤثر على الثروة الحيوانية. وأشارت إلى غلاء الأعلاف بسبب الجفاف، وتعقيدات بيروقراطية في منح رخص حفر الآبار، مبرزة أن 70 بالمئة من تربية الأغنام تعتمد على الأعلاف. كما أوضحت أن دعم النخالة يقدَّر بـ 500غ والشعير 600غ في اليوم للنعجة الواحدة، غير أنه لا يوزَّع بصفة عادلة ولا يصل إلى الموالين الحقيقيين، بالإضافة إلى انتشار التهريب والذبح العشوائي وكذا ذبح الإناث.
وأضافت أن 70 بالمئة من المربين يشكّلون مجموعات عائلية، ما يجعل الانتقال من تربية تقليدية إلى صناعة الأغنام ضرورة حتمية. ولفتت في السياق ذاته إلى أن المواطن ضحية لبيروقراطية إدارية غير مبالية، وموالٍ غير مصرَّح يعمل خارج القانون، ووسيطٍ محتكر يلهب الأسعار.
كما طرحت الطبيبة مقترحات عملية للنهوض بشعبة الأغنام، من خلال إنشاء مزارع ذكية لتربية الأغنام تعمل بالطاقة الشمسية وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة كأجهزة الاستشعار، نظم المراقبة والتحكم الآلي وتحليل البيانات لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الحيوانية كاللحوم والألبان والصناعات التحويلية.
واقترحت أيضًا تحسين السلالات الجزائرية عبر التلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي في سلالات الدغمة، أولاد جلال، الرامبي، الدمان والسيداون، إضافة إلى إنشاء الوكالة الوطنية للصحة الواحدة والمحافظة على الثروة الحيوانية، كهيئة وطنية تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية، تضم ممثلين عن جميع الوزارات والجهات المعنية، لتجسيد الأمن الصحي الحيواني وضمان حماية واستدامة الثروة الحيوانية.