تعيش ولاية عنابة منذ أشهر على وقع ازدحام مروري خانق، أصبح المشهد اليومي المتكرر في مختلف محاور المدينة، خاصة خلال فترتي الذروة الصباحية والمسائية، حيث يتجه المواطنون إلى أماكن عملهم أو يعودون منها.
ورغم محاولات السلطات المحلية تنظيم حركة السير عبر تكثيف الدوريات وتوسيع بعض المحاور، إلا أن الوضع ما يزال بعيدًا عن التحسن المنشود، وسط شكاوى متزايدة من المواطنين الذين يقضون أحيانًا أكثر من نصف ساعة لعبور بضعة كيلومترات داخل النسيج الحضري.
ومن أبرز النقاط السوداء التي تشهد اختناقات متكررة يوميًا: محور سيدي إبراهيم، والطريق المؤدي نحو حي سيدي عمار، إضافة إلى محور الحطاب والجسر الأبيض.
هذه المناطق تتحول في أوقات معينة إلى طوابير طويلة من المركبات، يصاحبها توتر السائقين وصعوبة في تنقل سيارات الإسعاف والحافلات.
ويرجع مختصون أسباب الأزمة إلى العدد المتزايد للمركبات الخاصة، وتراجع الاعتماد على النقل الجماعي، وغياب مواقف منظمة داخل وسط المدينة، فضلًا عن توسع عمراني غير متوازن جعل الطرق الحالية غير قادرة على استيعاب الحجم المروري المتنامي.
من جهتهم، دعا مواطنون إلى إعادة النظر في مخطط السير، وإقامة جسور وأنفاق جديدة في النقاط الأكثر ازدحامًا، إلى جانب تشجيع استعمال النقل الحضري الجماعي وتنظيم مواقف سيارات الأجرة والحافلات.
ويرى متتبعون أن حل الأزمة يمر عبر رؤية عمرانية شاملة تدمج بين تطوير البنية التحتية المرورية وتحديث منظومة النقل الحضري، بدل الاكتفاء بالحلول الظرفية التي سرعان ما تفقد فعاليتها.
ففي مدينة كعنابة، التي تسعى لاستعادة صورتها كـ”جوهرة الشرق”، يبقى انسياب حركة المرور شرطًا أساسيًا لتحسين نوعية الحياة وجذب الاستثمار والسياحة، وهي أهداف لن تتحقق إلا بإرادة تنسيقية بين مختلف المصالح المعنية.
لمين موساوي
