سلطت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، عقوبة السجن بالإعدام في حق المتهم “ط.ح” المتورط في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجنحة بيع المؤثرات العقلية، وذلك إثر إقدامه على قتل صديقه المسمى “م.م.ن” على مستوى بلدية الحجار إثر خلاف بينهما.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 21 مارس 2024، أين تلقت عناصر الدرك بالحجار مكالمة هاتفية من طرف مصالح أمن دائرة الحجار، مفادها عثور عناصرهم أثناء قيامهم بدورية على جثة شخص وسط الحشائش بأرض فلاحية محاذية للطريق الوطني رقم 16، بالقرب من تعاونية الحبوب والبقول الجافة، ويتعلق الأمر بالمسمى “م.م.ن” من مواليد 2003 بالبوني، ليتم إخبار قائد الكتيبة وكذا وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار، وتشكيل دورية والتنقل إلى عين المكان وتمت معاينة الجثة بمسرح الجريمة، أين وجدت ملقية وممدة على ظهرها ووجود أثار الذبح ظاهرة عليها.
وأثناء القيام بالمعاينات لفت انتباه رجال الدرك شخص تبدو عليه علامات الارتباك والتوتر حتى أنه كان يرتجف، وعلى الفور تم توقيفه واقتياده نحو مقر الفرقة، ويتعلق الأمر بالمسمى “ب.ب”، كما تم تشريح جثة الضحية مع تزويد رجال الدرك بمعلومات أولية تتمثل في تعرض الضحية لأربع طعنات على مستوى الظهر، وطعنة واحدة على مستوى أسفل الظهر من الجهة اليسرى، وطعنة على مستوى معصم اليد اليمنى، وطعنة على مستوى الذراع الأيسر، فضلا عن ذبحة قاتلة والتي كانت سبب الوفاة.
كما تم سماع المسمى “ب.ب” الذي صرح أنه بتاريخ 20 مارس 2024 حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، قام الضحية بالاتصال به عبر تطبيقية “ماسنجر” وحددا موعدا للالتقاء قبل آذان المغرب، ولكنه لم يلتق به تلك الأمسية، وفي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا قام خال الضحية بالاتصال به ليستفسر معه إن كان المسمى “م.م.ن” برفقته، فاعلمه أنه لم يلتق به وبعدها أعاد الاتصال به ثانية ليخبره بأنه تعرض لحادث بالدراجة ولم يجدوه، ليذهب لمساعدتهم في البحث إلى غاية الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي بعدها عاد إلى منزله العائلي.
وفي حدود الساعة العاشرة صباحا تقدم إليه أحد أصدقائه ليخبره بأن الضحية وجدوه مقتولا، كما أضاف أن الضحية صديقه المقرب، وفي نفس السياق تحصل المحققون على معلومات تؤكد أن الدراجة النارية تمت مشاهدتها مقتادة من طرف شخص مجهول بسرعة جنونية سالكة ممرات داخلية، الدراجة ارتطمت بإحدى الحفر وسط الممر وتركها سائقها الذي لاذ بالفرار باتجاه منفذ ترابي وسط أراض فلاحية تؤدي إلى بلدية الحجار مركز، دون أن يتعرف عليه أي شخص، واستغلالا لإحدى الكاميرات المثبتة بمحل خاص بالخردوات، عاين المحققون وجود شخص يجري لكن لم توضح ملامحه ولا حتى الملابس التي كان يرتديها.
ومواصلة للتحقيق المفتوح وبعد تكثيف الأبحاث على كافة الأصعدة وتنشيط عنصر الاستعلامات، وردت إلى فريق التحقيق بعض المعلومات مفادها أن المسمى “ط.ح” البالغ من العمر 20 سنة قد توارى عن الأنظار ولم يظهر بحيه، وهذا أثناء عملية البحث من طرف سكان الحي عن الضحية، حيث اعتاد على تواجده في الأحداث التي تخص حيه، كما قام ليلة الوقائع بإرسال رسالة عبر “الماسنجر” لأحد أصدقائه يطلب فيها تزويده ببطانية، كما راسل عدة أشخاص يقطنون بحيه وحتى الذين لا تربطه بهم علاقة صداقة عبر نفس التطبيق في أوقات متأخرة من الليل يستفسر عن قضية القتل، ومن خلال تتبع صفحة الفايسبوك الخاصة بالمشتبه فيه عاين رجال الدرك قيامه بنشر صور وهو يرتدي بدلة رياضية جديدة نوع “لاكوست” وحذاء رياضي “تي أن” وفي اليوم الموالي قام بنشر صورة أخرى يرتدي فيها عباية وأسفلها نفس اللباس الرياضي حيث توجد رمال بمحيطه مما يوحي أن المعني غادر مدينة عنابة وهو متواجد بإحدى الولايات الجنوبية، ليتم تتبع مكان المتهم وتوقيفه وتحويله لولاية عنابة من أجل التحقيق معه.