تشهد المعابر الحدودية البرية بين الجزائر وتونس، خاصة المعبر الحدودي أم الطبول التابع لبلدية السوارخ بولاية الطارف ازدحاما ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر.
وتأتي هذه الحركة المكثفة نتيجة سع الجزائريين للاستفادة من المنحة السياحية السنوية، مما انعكس بشكل إيجابي على النشاط الاقتصادي المحلي في بلدية السوارخ الحدودية، ومع بداية العد التنازلي لنهاية العام، يتوافد الآلاف من المواطنين إلى معبر أم الطبول لإتمام إجراءات السفر التي تتضمن ختم جوازات السفر بالخروج والدخول.
هذه الخطوة، التي لا تستغرق سوى ساعات، أصبحت شبه تقليد سنوي يهدف إلى استيفاء شروط الحصول على المنحة السياحية المقدرة بـ100 يورو، وخلال زيارة ميدانية قامت بها “الصريح”، رُصدت طوابير طويلة من السيارات، تمتد لمسافات كبيرة على الطريق المؤدي إلى المعبر، وقال أحد أعوان الجمارك لـ” الصريح” أن الضغط كبير جداً، لكننا نعمل جاهدين لتسريع الإجراءات وتخفيف المعاناة عن المواطنين، خاصة في ظل البرد الشديد الذي يميز هذه المنطقة الحدودية، وتقدر هذه المنحة السياحية بـ100 يورو تُصرف بسعر الصرف الرسمي، أي ما يعادل 15 ألف دج، وبعد الحصول عليها، يُعاد بيع هذا المبلغ في السوق السوداء، حيث يصل سعر 100 يورو إلى 25 ألف دج، ما يعني تحقيق أرباح تصل إلى 10 آلاف دج لكل شخص.
عمار، رب أسرة من ولاية عنابة، أوضح أن هذه الخطوة تُساعده في تغطية مصاريف إضافية مع عائلتي التي تضم خمسة أفراد، نستفيد من 50 ألف دج، وهو مبلغ جيد يساعدنا في مواجهة الظروف الاقتصادية، فيما تقع بلدية السوارخ على الحدود الجزائرية-التونسية، وتُعد إحدى البلديات المستفيدة من الحركة الاقتصادية التي يخلقها ازدحام المعبر الحدودي.
المحلات التجارية والمطاعم ومحطات الوقود في البلدية تشهد إقبالاً متزايدا خلال هذه الفترة، حيث يتوقف المسافرون للتزود بالوقود أو شراء الاحتياجات، صاحب محطة وقود في السوارخ قال لـ”الصريح” أن هذه الفترة هي موسم نشاطنا كما نشهد ارتفاعا كبيرا في المبيعات، خاصة مع السيارات التي تعبر من مختلف ولايات الوطن.
من جهة أخرى اتخذت السلطات المحلية في بلدية السوارخ بالتنسيق مع إدارة معبر أم الطبول إجراءات إضافية لتحسين الخدمات، وفي تصريح لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية السوارخ، أكد أن هذه الفترة تمثل تحديا كبيرا، لكنها فرصة لتنشيط الاقتصاد المحلي داعيا ذات المتحدث العمل على تحسين البنية التحتية وتوفير خدمات أفضل للمسافرين، وقد ساهمت الحركة الحدودية المكثفة في تعزيز اقتصاد بلدية السوارخ، حيث استفاد أصحاب المطاعم والمقاهي من توافد المسافرين.
وقال صاحب مقهى في المنطقة عن وجود إقبال كبير خلال هذه الفترة، لقد أصبحت هذه الحركة الحدودية مصدر دخل إضافي لنا، بالرغم من الاستفادة الواضحة من المنحة، إلا أن الكثير من المواطنين يطالبون بزيادة قيمتها لتتناسب مع الظروف الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، صرح الخبير الاقتصادي أن المنحة السياحية هي إجراء رمزي، لكن قيمتها المحدودة والفارق الكبير بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق السوداء يجعلانها فرصة اقتصادية للمواطنين. هناك حاجة إلى إصلاحات أعمق لمعالجة هذه الاختلالات.
تجدر الإشارة، إلى أن استمرار تدفق المسافرين إلى معبر أم الطبول، تظل بلدية السوارخ شاهدة على ازدهار اقتصادي مرحلي يعكس تأثير السياسات الاقتصادية على المناطق الحدودية، وبين ازدحام المعابر وتحقيق أرباح بسيطة للمواطنين، تتجدد المطالب بزيادة قيمة المنحة وتحسين الظروف المعيشية لسكان المناطق الحدودية، الذين يجدون في هذه الحركة فرصة لتنشيط اقتصادهم المحلي.
بقلم: خضراوي يحي