أثرت الكاتبة الناشئة، مروى وناسي، الساحة الأدبية بمجموعة من الأعمال التي نالت إعجاب القراء والنقاد على حد سواء، حيث استطاعت ابنة سوق اهراس أن تنقل أفكارها ومشاعرها بصدق وشفافية، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة.
وفي هذا الحوار تحدثنا مروى عن بداياتها في الكتابة وأهم أعمالها والتحديات التي واجهتها.
كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
بدايتي مع الكتابة كانت في الطور الابتدائي عندما كنت أحرر بطريقة فصيحة وأجيد تركيب الجمل والوصف، كنت أمتلك حينها نفسا يمكنني من التحرير دون توقف، وكنت أرتاح كلما كتبت وكأنني أتعافى وأتشافى.. تنبهت أمي عندما أخذت علامة مميزة في التعبير إلى أنني أجيد التعبير والكتابة، فكانت تلح علي بكتابة المزيد وكانت في كل مرة تستمع لي دون ملل. وعندما كبرت، كنت أكتب من حين لآخر، من هناك ألهمتني أمي بفكرة الكتابة واتخاذها بديلاً عن حلمي الضائع.
أي من الكتب تحمل مكانة خاصة لديك؟
كتاب “الجوكر” أعتبره أهم مؤلف لي فهو مقرب مني وكأنه صديق، وشخصية “الجوكر” اخترتها لتناسبني فهي فرصة للسعي نحو تحقيق العدالة واسترجاع الحقوق المسلوبة، فأردت من خلاله أن أخلق تحالفا خياليا مع “الجوكر” لنواجه الظلم ونقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وهذا الكتاب يعكس قناعاتي وإيماني بأهمية النضال من أجل الحقوق والعدالة.
“متلازمة الفراولة”
“متلازمة الفراولة” كما يقال عنه عنوان يبعث على الشهية، أردت من خلاله كسر الألم الذي يمثل أغلبية أحاسيسنا، لأنني رأيت أن الدنيا قاسية جدا تضحكنا يوما وتتركنا نصرخ ألما أعواما، هذا الكتاب يعبر عن تجربتي الشخصية في مواجهة الألم والسعي نحو إيجاد السعادة في أبسط الأشياء.
وأردت من خلاله أن أغير مفهومنا للسعادة، وأن نستغل أبسط الأشياء والمواقف لنسعد بهاونتعلم فن الكيسوري الياباني، أن نفرح بالكسور وأن نتعلم جبرها بكل سعادة،هذا الكتاب يمثل دعوة للقراءة والتأمل في كيفية تحويل الألم إلى قوة دافعة نحو السعادة.
كيف تصفين تطور أسلوبك في الكتابة عبر مراحل مسيرتك الأدبية؟
تطور أسلوبي بعد أن تخصصت بالمدرسة العليا في الأدب العربي، حيث تمكنت من فهم الكتابة والرواية بشكل أعمق،فالدراسة الأكاديمية منحتني الأدوات اللازمة لتحليل النصوص وتطوير أسلوبي الكتابي،وبدأت أقرأ بشكل موسع وأتعلم من الأعمال الأدبية الكبرى، مما ساعدني على تشكيل رؤيتي الخاصة وتطوير أفكاريكما أنني سعيت إلى تكوين نفسي بطريقة عصامية، وعكفت على قراءة الروايات لتطوير أسلوبي وأفكاريهذا التعمق في الأدب والأدب العربي خاصة، أتاح لي فرصة تطوير أسلوبي الكتابي ليصبح أكثر نضوجًا وتعقيدًا.
ما هي الرسائل التي تحاولين إيصالها لقرائك؟
رسائلي دائمًا واضحة في كتبي، من بين الأفكار التي أريد إيصالها لقرائي هي أن القوة تكمن في حب الله وتقدير الذات، إيماني بأن الإنسان يمكنه أن يجد قوته الحقيقية من خلال علاقته بالله وتقديره لذاته، وهذا ينعكس في كافة أعمالي، رفض كل أشكال الاستبداد الفكري والثقافي والميوعة.. أرغب في أن يفهم القراء أن الحرية الفكرية والثقافية هي حق من حقوق الإنسان الأساسية، وأن الاستبداد في أي شكل من أشكاله يجب أن يكون مرفوضًا، محاولة إصلاح الذات والمجتمع، حيث أؤمن بأن الإصلاح يبدأ من الداخل، من الفرد نفسه، ومن ثم يمتد إلى المجتمع ككل،فأحاول أن أنقل هذا المفهوم من خلال كتاباتي، وأشجع القراء على العمل من أجل تحسين ذواتهم ومجتمعاتهم.
ما هي العوائق التي توجهنها ككاتبة ؟
من خلال تجربتي ككاتبة، أكبر عائق وليس تحدي هو عدم وجود دعم كافٍ للكاتب، العديد من الكتاب يواجهون صعوبات في نشر أعمالهم والترويج لها بسبب التكاليف العالية وقلة الدعم المادي والمعنوي، ومن الصعب أن يتحمل الكاتب تكاليف إنتاج الكتاب وعملية الترويج له بمفرده،فهذه التحديات تجعل من الصعب على العديد من الكتاب الوصول إلى جمهور واسع وتحقيق النجاح الذي يستحقونه، كما أؤمن بأن دعم الكتاب هو استثمار في الثقافة والمجتمع، ويجب أن يكون هناك مزيد من الدعم والتشجيع للكتاب الجدد والمبدعين.
هل هناك مؤلفات جديدة تعملين عليها حاليًا؟
نعم، هناك العديد من المؤلفات التي أشتغل عليها حاليًا، أعمل على مجموعة من الروايات والمقالات التي تأمل أن تضيف شيئًا جديدًا إلى الساحة الأدبية،كما أحرص على التنوع في موضوعاتي وأسلوب الكتابة، وأطمح إلى تقديم أعمال تلامس قلوب القراء وتعبر عن قضاياهم ومشاعرهم. أؤمن بأن الكتابة هي رحلة مستمرة من التعلم والنمو، وأتطلع إلى مشاركة المزيد من أفكاري وقصصي مع العالم.
حاورها خضراوي يحيى