عبد المالك باباأحمد(متربص)
افتتح، أول أمس، المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الحضرية، في طبعته الـ 16 بالمسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، وذلك بحضور عدة وجوه فنية، في أكبر التظاهرات التي تشهدها مدينة عنابة، إحدى الحواضر التي تأسّست فيها مدرسة خاصة في فن المالوف، كان من أبرز رموزها،حمدي بناني، عياشي ديب، ياسين عاشوري ورياض بوشارب.
وتضمن حفل الاِفتتاح العديد من النشاطات الثرية، حيث استهل باِستعراض فولكلوري قبالة المسرح، وتنظيم معرض فني في البهو لناجم شراد بعنوان “جذور”، لتنتقل مراسم الاِفتتاح بعدها إلى الخشبة، أين ألقى محافظ المهرجان، عبد العزيز زبرطعي، كلمته الترحيبية، معتبرا أن “عودة المهرجان هي تعبير عن ديمومة لم تنقطع إلا خلال ظروف قاهرة تمثلت في جائحة كورونا”، كما اِعتبر أن مهرجان الأغنية والموسيقى الحضرية أصبح جزءا من ليالي المدينة خلال رمضان.
وفيما يخص جديد هذه الطبعة، أوضح محافظ المهرجان ذلك بقوله: “سطرت محافظة المهرجان بالإضافة إلى البرنامج الفني ندوات فكرية حول أعلام الموسيقى المحلية وآفاقها وورشات تكوينية للشباب المهتم بمختلف الطبوع، ما يمنح هذه الطبعة طابعا تكوينيا من شأنه تمرير شعلة الشغف بالموسيقى الحضرية لجيل الشباب’.
ومن جهتها، قال مديرة الثقافة، برقوق صليحة، بعد تعبيرها عن مشاعر الاِعتزاز والسرور لما تلقته من ترحيب من طرف مواطني المدينة، أن “تنوع الموسيقى الجزائرية، هو تعبير مباشر عن تنوع داخل ثقافتنا، وهو ما يحاول المهرجان الترويج له”.
وأضافت بأن المهرجان سيقوم باِستضافة 21 فنانا من داخل وخارج الولاية، منهم 8 فنانين من خارج الولاية، و 13 فنانا من عنابة، كما أشارت إلى أن مصالحها خططت لبرمجة 74 فنانا من عنابة لوحدها هذا الشهر ستعرض نشاطاتهم في دار الثقافة، المسرح ومختلف بلديات الولاية.
ومن جهتها، قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، في رسالة قرأها عنها “سعيد محمودي”، أن “مهرجان الأغنية والموسيقى الحضرية نحتفل فيه بعراقة المدينة ومعالمها”، وأشارت بعد شكرها للقائمين على المهرجان والساهرين على إنجاحه ذلك ودعمه بشتى السبل أن مسرح عز الدين مجوبي ليس مسرحا جهويا فحسب، بل مسرح جزائري كبير بكبر الشخصية التي سمي بها”.
كما اِعتبرت أن “طبعة العودة” تبرهن على أن الجزائر “مازالت تستطيع أن تقيم الأعراس والأفراح، وتنشر الفرح بين الناس”، كما أشادت بالبرنامج الثري الذي سطرته مديرية الثقافة لولاية عنابة، كما أكدت أيضا على عراقة الفعل الإبداعي في مدينة عنابة بقولها “على هذه الأرض ما يستحق الحياة وما يستحق الإبداع”.
وشهد اليوم الأول من الافتتاح تنظيم نشاطات متنوعة بين الوصلات الموسيقية، الفواصل الكوميدية وعروض رقص، ففي الوصلات الموسيقية، قدمت الفنانة، ليلى بورصالي، وصلات موسيقية في طابع الحوزي التلمساني، إضافة إلى وصلات موسيقية للفنان كمال بناني في طابع المالوف العنابي.
كما أدى الفنانان أغنية مشتركة تلاحمت فيها الطبوع الموسيقية الجزائرية رغم اِختلافها، كما تم عرض فاصل فكاهي للفنان الكوميدي، طاهر سفير، من بسكرة، والذي كان محل تجاوب من قبل الحاضرين، كما تم تقديم مجموعة من عروض الرقص المتنوعة من طرف جمعية المدرسة الموسيقية للرقص الكلاسيكي بعنابة.
وتخللت هذه النشاطات الموسيقية والترفيهية تكريمات لمجموعة من قدامى فناني مدينة عنابة، على غرار، زمور زهور وناصر طبرقة، وذلك لقاء مسيرتهم الفنية الحافلة وجهودهم المقدمة في سبيل إثراء الجو الثقافي لمدينة عنابة، فيما قام بتنشيط فعاليات الافتتاح الناشط الجمعوي نذير شلالي، الذي ارتدى الزي العنابي الرجالي تعبيرا عن روح الأصالة والتمسك بجذور الهوية والتي تعبر عنها هذه الطبعة من المهرجان.
وعلى مدار ستة أيام، يضرب المهرجان موعدا للعائلات العنابية ومحبي الأغنية والموسيقى الحضرية، مع سهرات غنائية في طابعي المالوف والشعبي والأغنية القبائلية، تتخللها عروض في الرقص الكلاسيكي من أداء فرقة “ورشة الرقص” لدار الثقافة “محمد بوضياف”، وفواصل للفكاهة مع الكوميدي الطاهر سفير من مدينة بسكرة.
كما يتضمن البرنامج تنظيم ورشات تكوينية حول أنماط الموسيقى الحضرية في الشرق، والتعريف بمختلف الآلات الموسيقية وتقنيات استعمالها، موجهة لفائدة الشباب والفنانين الهواة.
وتستمر فعاليات المهرجان الوطني للأغنية والموسيقى الحضرية إلى غاية يوم الأربعاء المقبل وتتميز فعاليات هذا المهرجان الذي تكرس ضمن التقاليد الفنية المرتبطة بتنشيط سهرات رمضان في عنابة بالتنوع في مختلف طبوع الموسيقى الحضرية.